تميـم
عندما كنتُ صغيراً .
. . ياتميم ،
كان وجهي مثل وجهكْ ،
كان قلبي مثل قلبكْ ،
كان في عيني بريقٌ
مثلما . . .
يرقص الآن بعينيك
بريقْ .
كل شئ كان في عيني
جميلْ .
كل شئ كان في عيني
أنيقْ .
عشتُ في أجمل ريفٍ
خلف ذاك الجبل الشاهق
،
في تلٍّ على الوادي .
. وحيداً ،
بين إخواني الصغار .
كان لي قِطٌّ وكلبٌ ،
كان لي تَيْسٌ
وأفراخٌ وبستانٌ صغير .
كانت الدنيا بقلبي
لوزةً ،
وقناديلاً وأحلاماً
تطير .
فوق تلك الربوة
الخضراء . .
ناجيتُ السواقي ،
وقرأتُ الكون ،
أطلقتُ غنائي ،
وتصنَتُّ حديث العُشب
، نجوى القمر الصافي ،
وعصفور الغدير .
وتصافحتُ مع الريح
بوجهي ،
وتعلَّقت بأغصان
البراري ،
وتقافزتُ ،
وخبأتُ النجوم الخضرَ
في جيبي ، وأزهار الطريق .
كان عطري ثوب أُمِّي
.
كان ضوئي كلماتٌ . .
.من أبي . . .
معه عشتُ ، وسافرت
إلى كل مكان
معه ذقتُ
نعيماً،وشقاءً،وحنان.
ومعاً كنا مساءً . .
. نقرأ القرآن .
صوته لازال في أذني
يدوِّي .
لم يزل ينساب في سمعي
رنين الجملة الأولى ،
وبسم الله ، نتلو
سورة الإخلاص،
نتلو ، سورة الرحمن.
لم يزل يشرق في عيني
جلال الجُبَّةِ الزرقاء .
لم تزل تخفق في قلبي
أماني ذلك الإنسان .
كان في الريف أناسٌ
طيبون .
من وجوه الناس كانت
رحلتي الأولى . . . مع الدنيا ،
مع الأخلاق ،
كانت وقفتِي الأولى .
. مع الذكرى ،
ومفتاح الشُّجون .
حدَّثتني أعينُ
الأطفال ، في الريف كثيراً ،
أفهمتني مايريدون . .
وماذا يرهبون .
معهم صافحتُ أشواقي ،
نَسِيْتُ الوقت ،
حقّقتُ الظنون .
جاء الفجر . . .
في سبتمبر الغالي . .
أنارت فرحَةُ البُشرى
وجوه الناس ،
وجه أبى بدا قمراً ،
نقشتُ ملامح الأبطال
في قلبي ،
نسجْتُ بيارق التحرير
، ذُقتُ النَّشوة العُظمى ،
حزمتُ حقائبي ،
وزرعت أزهار المصير .
ومرَّتِ الأيام . . .
صار الدار . . غير
الدار ،
صار الناس . . غير
الناس ،
عاشرتُ الزمان
الصَّعب ، ذقت الصدمة الكبرى ،
وإحباط المسير .
ظلَّت رايتي مرفوعةً
، وعزمتُ أن لا أستكين ،
نفضتُ أوهامي ، طويت
القصة الأولى ،
دفنتُ الحلمُ ،
واستأنفتُ حلمي فيك .
.
في أخوَيك ،
في أصحابك الأطفال ،
في فجر الغد الآتي .
. قريباً . .
يا تـميـم . . .
قطـر النـدى
ِبعـــــشِّيةٍ
رحـــلَتْ بجهدٍ جَــــاهِدِ
مُزج
الأســـى بسروره المتـــــوالدِ
ألفرحةٍ
جــرت الدمــــوعُ غـزيــرةً
أم
للفـــــراق وهــــولِهِ المتصاعــدِ
أم
أن ما يجِري عـــــلى الأبنـــــــاء
أمــــرٌ
فـــوق فــهم الــــــراشـــــــدِ
لهفــى
عــليها وهي تهجر عُـــشّها
وتطير
في جوف الظــــلام وتبعـــدِ
لهفــي
عــــليها وهــي تــترك بيتها
وتغيب
فــي ذاك المساء الحــاشـــدِ
قلبي
علـى قُمَرِيَّةٍ بدريَّـة القسمـات
تــخرج
كــالغـَـــزال الشــــــــــــاردِ
قـديسةٌ
خـــرجت تـــواجــه حظهـــا
وتغــوص
في شــرع الحياة السائـدِ
عُــــذريَّةٌ
صَــبغَ الحيـــاء جبينهــــا
فبدا
مضيئـــاً كالصبـــاح الأمــلـــــد
شمس
النهار مضت تجــــرُّ ذيولهــا
وتروح
في ثــوب الزفــــاف وتغتدى
طاووسة
فـــردت جــناح وشاحهـــــا
وتربَّعــــت
بــــأريكةٍ من عــسجــــــدِ
طُـهـــر
البنـــات وزينــة الفــتيـــــات
فــديتها
بـــــدمي وما مـــــلكت يــدي
قـــــطــر
النـدى . . هي كالنــــــــدى
كــالغـيث
كالمطـر الهنئ الـــــــــوارد
حــوريةٌ
حــــرس الآلهُ طــــريقهــــا
وكســا
شمائــلهـا البهاءُ الأحمــــدي
أسلَمْـتُـها
راضٍ إليــهِ وعُــــــــــــدتُ
أكــتمُ
عـــبرتي وتـنهـــــــــــــــــــدي
وتــركتها
فـــــــــــي داره وكـــــأنني
ألفــيت
قـلبي قـد تـســلَّل مـــن يــدي
لكــأنما
هـــي نجمةٌ غــــربت عـــلَّى
أنــا
الـــــذي مــن دونها لا أهتــــدي
كــانت
ولازالـــــت بعــيني طـــفــــلةً
وقُــميرةً
ِبخُــــــدَيْدِهــا المتــــــــــورد
الدار
بعدكِ بلقعٌ والأنس بـعدكِ ضائعٌ
والعـيــش
وقـعٌ ســـــــرمــــــــــــــدي
بنتَ
الكرامِ . . تجشَّمي عــبء الحيـاة
وشــــــــــــــــــــــــاركي
وتـجـــــــددي
ذاك
الــــــذي مـــن بينهن قد أصطفاك
شريـــكةً
. . . وبــدون أي تــــــــــرددِ
كــــــــوني
له سَنَــداً يكن لك مخلصـــاً
وتــقربي
مــن قــلبهِ وتــــــــــــــوددي
كــوني
له وطنــاً يــــــكن لك حافظــــاً
وتــرفــعي
عــن عــــيبه وتباعــــــدي
لا
تــــــــركـبي صَــخَب الـحيــــــــــــاة
بل
إدفــعيه إلى الحياة بحكمةٍ وتعاضد
وترفــعي
عـــن كــــل شائبةٍ تــعـكِّــــر
صـفــــو
عيشكِ واحسني صنـع الغـــد
وتــأهّبي
لغــد الأمومـــة والحـضانـــة
وأكــرمي
مثــــوى الصغـير الــــوافــد
تـُـبنى
الحـياة بساعــد الأمِّ الــــــرؤوم
ووعــيهـا
وبــحنكـةٍ وتــعـهُّــــــــــــــدِ
والعيــشُ
ما كان المتـاع ولا الــــثراء
وإنمـا
هــو فـــــــــــي الوئـام الأجــودِ
لا
تجعلي في الغــير أمثلـةً وخوضــي
أنـت
تــجربـــة الحليـــــم النــاقـــــــــد
وتواضعي
للناس، للأصحاب والأتراب
والـجـــــــار
القـريـــــب - الأبـعــــــــد
عـــيشي
حياتــكِ وأنعــمي بــجمالهــا
فــلكل
عــقـلٍ وجهـةٌ فــــي المقصــــد
لا
تعبئي بمقالـة الشنآءن والأقــــران
واحـــتملي
كـــــــلام الحاســـــــــــــد
لصديـق
زوجـــــــك حُــرمة ٌ ومحبة ٌ
إن
الـقرين من المقــــــارن يقتــــدي
لاتخدِشِي مـــاء الحياء ولا تحطِّـــي
كبريــــاء
المحصنـــات الأمجـــــــدِ
ولك
الســلامُ إذا حفــظتِ ذِمــامــــهُ
وكتمتِ
سّــرك في الخباء المُوصــدِ
وتــــذكَّري
أبـــداً بأنــــــك إبنتـــــي
وبــأن
عودكِ قــــد ترعرع في يدي
بشــــــار
1- نهــارٌ بديــعٌ، حــــافلٌ ،
وطــــــــــروبُ
وأجمــــلُ أفــــراحِ البنــــين ، تــــــؤبُ
وأجمــــلُ أفــــراحِ البنــــين ، تــــــؤبُ
ويــومٌ تجـُـــرُّ الشمس فيــــهِ
ذيـولهــــــــا
عليـــهِ، فيــــزهُـو مشـــرقٌ، ومغـــيب
عليـــهِ، فيــــزهُـو مشـــرقٌ، ومغـــيب
تخـلَّلــهُ فيــضٌ مـن المُـــزنِِ
هــاطــــــلٌ
وقـــَـطرٌ بأعنـــــاقِ الجبـــــالِ صَــبِيبُ
وقـــَـطرٌ بأعنـــــاقِ الجبـــــالِ صَــبِيبُ
وروضٌ بهيــجٌ قد تشـــرَّبَ زهـــــــــــــرهُ
مــزيجــاً من الألــوانِ، فهــــو خضيبُ
مــزيجــاً من الألــوانِ، فهــــو خضيبُ
فـَغَنَّت طيـــورٌ واستهـــامتْ
حمـــائـــــــــمٌ
وغــــــَّرد زهـْـــــواً بلبـــــلٌ وخطـــيبُ
وغــــــَّرد زهـْـــــواً بلبـــــلٌ وخطـــيبُ
لبشــــــار ،تــزهُو الكائنــــاتُ
،تَجَمُّـــــــلاً
وتهـــــتفُ أرواحٌ، لــــــهُ ،وقــلــــوبُ
وتهـــــتفُ أرواحٌ، لــــــهُ ،وقــلــــوبُ
وتُشـــــرقُ فـي كلِّ الـــوجـوهِِ
بشـاشـــةٌ
وتَعْبُـــقُ فينـــا ،نسْمَـــــةٌ، وُطيــُـــوبُ
وتَعْبُـــقُ فينـــا ،نسْمَـــــةٌ، وُطيــُـــوبُ
فيـــا طــيبَ أيـــــامِ الوصـــالِِ تجـــدّ
دِي
بعـُـرْسٍ يــُـوافي دائمــــاً، ويَثُـــــــوبُ
بعـُـرْسٍ يــُـوافي دائمــــاً، ويَثُـــــــوبُ
وفيـــضي عـــلى الأحبابِ أُنساً
وبهــجـــةً
لتُزْهِــــــرَ أحـــــــلامٌ لنــــــا ، ودروبُ
لتُزْهِــــــرَ أحـــــــلامٌ لنــــــا ، ودروبُ
وخُصّـِي بَنِينـــَا ،واحــــداً ، إثـْرَ
واحـــــــدٍ
إذا مــــــا تَبَــــقَّى فــي يديـــكِ
نصـيبُ
فمـــــا أجْمــــلَ الأيـَّــامَ، إلاَّ
أقَـَـلُّهــــــــــــا
وما الليـــل َإلاَّ أنْ يضُــــمُّ حـــبيــبُ
وما الليـــل َإلاَّ أنْ يضُــــمُّ حـــبيــبُ
وما العــيش إلاَّ بعــض يـــومٍ
يَحُفُّـــــــــهُ
سـُـرورٌ ويـــومٌ في الحيــــاةِ قشـــيبُ
سـُـرورٌ ويـــومٌ في الحيــــاةِ قشـــيبُ
فــإنْ طـــافَ حُـزنٌ أو غشـاك
مُـــــــؤرِّقٌ
رجـــعتَ لِذكـــرى غـــادرتْ فتـطيبُ
رجـــعتَ لِذكـــرى غـــادرتْ فتـطيبُ
علـى أنهـا الأيـــامُ لــو طِبـْـنَ كُلَّهــــــــــا
لمـــــا زارَ هــــمٌّ أو أطـــلَّ مشِــــيبُ
لمـــــا زارَ هــــمٌّ أو أطـــلَّ مشِــــيبُ
2-عجبتُ لأمـرِ الدهـــر يأتيك
بغــتـــــــةً
بمـــا كنتَ تجــــري خلفـــه وتجــوبُ
بمـــا كنتَ تجــــري خلفـــه وتجــوبُ
ويكسُـــوكَ بالحُسـن البديعِ،
جمــيعــــــهُ
لعمـــــركَ هـــــذا، إنَّــــهُ لعــــــجيبُ
لعمـــــركَ هـــــذا، إنَّــــهُ لعــــــجيبُ
أهنيكَ يا بشَّـار في عـُــْرسك الــــــــــذ
ي
رعــــــاهُ حفيـــظٌ ، قــادرٌ، ومُجــيبُ
رعــــــاهُ حفيـــظٌ ، قــادرٌ، ومُجــيبُ
وأهديـك مكنـُـــونَ الفــــؤاد
قــوافيــــــــاً
من الشــعرِ فيـــها مُحـــكمٌ ونســيبُ
وأنســـابَـك الأخيــار أيضــــاً،
فحُبُّـــهــم
بســـــاحــــةِ قـلبي أخضرٌ، وكثـــيبُ
بســـــاحــــةِ قـلبي أخضرٌ، وكثـــيبُ
كـِـــرَامٌ ومن أعلى البيـــــوتِ
مناقبــــــاً
وأصحـــاب ُ ذِكــرٍ في اللسان رطيبُ
وأصحـــاب ُ ذِكــرٍ في اللسان رطيبُ
شمـائلهم تُضـفِي عليــــكَ
شمـــــــائــــلاً
وأخلاقَــهم لاشـك منــكَ تُصِيـــــــبُ
وأخلاقَــهم لاشـك منــكَ تُصِيـــــــبُ
بنـيَّ ،حمـــاك الله، بُــوركتَ
يـــافعــــــــاً
وبُــوركتَ طفــلاً ، أو علاكَ مَشِيبُ
وبُــوركتَ طفــلاً ، أو علاكَ مَشِيبُ
تخيَّرْ من الأشعــار ما بــانَ
صـــدقُــــــهُ
فأعـــذب ُ مـا جــادَ البيــانُ كــذُوبُ
فأعـــذب ُ مـا جــادَ البيــانُ كــذُوبُ
ولا تخشَ قول الصــدق مهمـــا تبـيَّنـتْ
نتائجـــهُ، تنـــزاح ُ عنـــك ،كُـروبُ
نتائجـــهُ، تنـــزاح ُ عنـــك ،كُـروبُ
بُنيَّ ، رعـاك الله ، لاتـركبِ
الهــــــــوى
ولا تغْشَ بــابَ الظــنِّ، فهـو مُريبُ
فـــكمْ كُنتُ ألوي كــلَّ رأيٍ
مُخالفـــــــــاً
وأزعـــمُ أني في الجميـــع ِمُصيــبُ
وأزعـــمُ أني في الجميـــع ِمُصيــبُ
جعـــلتُ لنفسي مـذهبـــًا
،استقـــلُّـــــــهُ
فاغلقتُ بـابـاً، كالفضــــاءِ رحيـــبُ
فاغلقتُ بـابـاً، كالفضــــاءِ رحيـــبُ
3- رحلتُ، إلى أم الشجون أقصُهــــــــا
حكايــةَ أيَّــــامٍ لهــــــنَّ وجيــــــــبُ
حكايــةَ أيَّــــامٍ لهــــــنَّ وجيــــــــبُ
فقالت ،رأيتَ الدهر من فوق تلــــــــــةٍ
وهذا غريبٌ، والمــــــرادُ قــــــريبُ
وقولك عنــــــدي لايفنـــِّـدُ
حُجــَّـــــــــةً
وشكــــواك لاتجـــــدي فـأنت طبيبُ
وشكــــواك لاتجـــــدي فـأنت طبيبُ
وعيشكَ ، إن ثارت بنا بعضُ رغبـــــةٍ
لقَامَ علـــيها ، ضـــــابطٌ، ورقيـــبُ
إذا جــــاشَ فيـــنا ما نريد
اتِّبـــاعـــــهُ
هتفنا بصوت العقــلِ، وهو يجيـــبُ
حملنا بهذا الجســــمِ رُوحًـــاَ
أبيَّــــــــةً
تُقصــَّــر عــــن أهوائهـــــا وُتنــيبُ
تُقصــَّــر عــــن أهوائهـــــا وُتنــيبُ
نَــرُدُّ جَمَـــاحَ النفس مهمــا
تأجــجــت
ونكتــــمُ وجـْــــداً، يعتليــــهِ لهيـــبُ
ونكتــــمُ وجـْــــداً، يعتليــــهِ لهيـــبُ
ونرضــى بمــــا جـــادَ القليلُ
تعففَــــــاً
وإنْ مَسّ غبنٌ عـــــارضٌ ولُغـــوبُ
ولا نمضِ عفواً في التقاط الذي نــرى
فكم في بريــــق المغرياتِ عيــــوبُ
وكم من جَمالٍ عابـرٍ قـد بـــدا
لنـــــــــا
كألعاب ضــــوءٍ، تنطـــِفي وتــَذوبُ
4- فلا تسكنِ اللَّـذات مهما تقاطـــــرتْ
عليـــكَ،ولا تَصْفِـــرْ لهـــــا فتـــــؤبُ
عليـــكَ،ولا تَصْفِـــرْ لهـــــا فتـــــؤبُ
فكــم من عزيزٍ باتَ بالرَّاحِ
مُحْبـطـــــاً
وكم من عظيمٍ ، دمَّــرتـــهُ لًعُـــــوبُ
ولا تــــأ نفِ المــــــاءَ القُراحَ
،تعُبّـُـــهُ
وحسبُكَ نحـْــوَ الطيِّبـــــات رُغـُــوبُ
وحسبُكَ نحـْــوَ الطيِّبـــــات رُغـُــوبُ
ولا تنسَ ما جرَّبتَ يومـاً وقــد
جــــنـى
عليك ،فلا تـــركب إليــــهِ رُكـــــوبُ
ولا تُبْقِ ما أنجزتَ يوماً إلى
غـــــــــــدٍ
فما لكَ عن جهدِ الغــــــداةِ هُــــروبُ
وإن زاد حِمْلُ الظـَّـهرِ فانْقُضْ
حـبالــهُ
وفـــكِّر بـصـــمتٍ ،فالحديدُ يــــذوبُ
وإن غابَ وجهُ الحظِّ أو طاشَ سهمُــهُ
ستـــــأتي عليــــهِ مــرَّةً، ويُصـــيبُ
ستـــــأتي عليــــهِ مــرَّةً، ويُصـــيبُ
وما الـعيش إلاَّ كَبْـــــوةٌ وانطلاقــــــــةٌ
ويومك دَوْمَــاً ، غـــا لبٌ وغــــلوبُ
تَـــرقبْ حلـــولَ الفجـــر، حتى
إذابـــدا
تذكَّـرْ بـأن الشـمس ، ســوف تغيبُ
وتابع نهار الناس في كل ســـــاعـــــةٍ
وإلا ،فَهَــــمٌّ،في المســــاءِ عصيـبُ
وحافظ على الأركان ما دُمتَ واعيــــاً
وَشمِّر لفعـل الخيــر،فهْـــــو ُيثيــــبُ
تجنَّبْ غُـرورَالنفس، واحسِنْ قيادهــا
ولا تُبــدِ وجهَ الـــذُلِّ فهــــو كئيـــبُ
وكُن لـــذوي القُـربى مـــلاذاًورحمـــةً
وللجــــارِ عـــونًا،إن دهتـــهُ خطوبُ
وللجــــارِ عـــونًا،إن دهتـــهُ خطوبُ
وعاشر بمعروفٍ،وصاحـــب بعفــــــةٍ
وكن عند خــوض الخا ئضين أريبُ
تشرَّبْ فنونُ العَصر ، وانْهلْ علومـــهُ
إذا العصرُ دلْــوٌ، فالتــــراثُ غَـرُوبُ
وخيـرُ صـــــــديقٍ للمقيــــمِ
كتـــابــــهُ
وخيــر جلـــيسٍ عـــالِمٌ ، وأديـــبُ
مكارِمُنَــا كالغيثِ ، ســارتْ
بمــائهـــا
فنــــالتْ شُعوبٌ خيــــرها، وشُعوبُ
قَطفْتـُـــكَ منهـا بــــاقةً
تستسيغـــهــــا
ورُبَّ قليــــلٍ ، للكثــــير
يَنــُـــــــوُبُ
ولو كانَ وعْظًـا في مسامـــع غافـــــلٍ
فهـــدْراً،يكــــون النُّصــح، والتأنيبُ
فهـــدْراً،يكــــون النُّصــح، والتأنيبُ
ولكنهُ بــَـوْحٌ من القــلب
مُـــــرْسَـــــلٌ
مَجَـازٌ، بهِ التــــرغيب، والتـــرهيبُ
لِقـُــــرَّةِ عـينٍ مـن ســُــلالةِ
مَعْشــــــرٍ
لهمْ في مقامِ الأفضـــلينَ ضُـــروبُ
فأعــــلاهُ من آل الشـــويطر مُــــورقٌ
وأدنـــاهُ فـــرعٌ مُغـــدقٌ وخصِـــيبُ
5- نصــحتُ بما عندي ولاتنس أننـي
نظــرتُ إلى نفســـي ،وأنت أرِيْبُ
بدا لِي كأني قد وضـعتُ حمُــــولــتي
عليــــكَ، فكُن لي ، يابنيَّ، حسيبُ
وأوصيك تقــــوى الله في كل حالـــةٍ
رجــــاؤك عنــــد الله ليـس يخِيــبُ
وصلِّ على المختار تعداد ما انحنى
على الأيكِ غصنٌ أخضـرٌ، وقضيبُ
10/8/2003م
إينــــــــــاس
(قبيل ، وحين ،وبعد ،زفافها الميمون)
إيناس الخير ،
صباح الخير ،
صباح البسمة والأفراح ،
صباح البهجة والأعراس ،
قومي هيا ..
ما شاء الله ،
ها أنت كبُرتِ ، وشعرك طالَ ،
قوامك صار ، كغصن البان ،
ووجهكِ بدر 14 شعبان ،
ونحن جواركِ ، لا نكبُر ،
بل نحن نشيخ ،
تشيخ بنا الأزمان ،
ما عاد بنا الجهد الكافي ،
كي نحمل هذا الجسد الدافي ،
بعد الآن ،
أصبحت عروسة هذا البيت ،
سنبلةً يا نعةً ،
أصبحت فتاةَ الأحلام ،
إيناس القلب ،
وهمس حديقتنا الصغرى ،
لا زلت بعيني طفلة أحلامي ،
قمر الأبناء .
إيناس الرأفة ، والأحلام .
إيناس الدهشة ، والإصغاء ،
الحسَّ المرهف ، والإلهام .
الوَلَعُ ، الشاخصُ ، في
التجديد ،
وفي سحر الأرقام ،
نقاء مشاعرنا البيضاء ،
ذاكرة الأيام الأحلى ،
وصبانا الولهان ،
خوفي من سارق جوهرتي ،
القابع بين خفايا أوهامي ،
الصاعد من مصباح علاء
الدين ،
يأتي ، ويجـرُّك من حضني ،
في يومٍ ما ..
ويضمك فوق بساط الريح ،
بُعيد غروب الشمس .
يطير ..يطير، ويعلو مبتعداً .
في أيِّ بلادٍ سوف يحطكِ ...
من بلدان ؟.
لو حان فراقك ، فانتظري ،
قلباً ، يتصدع ، كالبنيان .
روحاً تتكسر ، كالبَرَد
المسكوب ،
على زهر الرمان .
لو غاب سناؤك ، فانتظري ،
صرخات الورد ،
على شرفات البيت،
بكاء الزهر ، دموع النرجس
،والأغصان ،
لا أدري ، حين أراكِ ، لماذا
أذكرُ ،
كل عصافير البستان ،
وجميع فراشات الوادي ،
وأحسُّ النشوة في غصن الريحان
،
لا أدري حين تمرِّين ، لماذا ..
أتذكر كل شفيفة غيمٍ ،
تصعد ، بعد هطول الإمطار ،
وبقربكِ أنسى خوفي ، حزني ،
شجني ،
تولدُ في كلماتي .. الأ لحان.
من يجمع أُنسي ألواناً ،
ويرتبُ ذوقي ، مائدةً ،
ويشكُّ فقاعة أوهامي ،
حتى تتحول قنديلاً ،
من ينشر صفحة أيامي ،
ويقصُّ عليَّ ، طفولة أفكاري
،
من يقرأ ما بين سطوري ،
ويجرُّ الحرف إلى باب الكنـز
المفقود ،
ويهديني أحلى الأخبار ،
فنجان القهوة من كفيكِ ولا
أحلى ،
وزيارة بابا ، بعد فروض الدرس
،
ولا أغلى ،
وحديثك عن آمال أخيكِ ،
ذويكِ ، جميعاً ، في نزقٍ ،
يتملكني ،
ويدحرج في قلبي حجر الصوان ،
من يبني مملكةً للشوق ،
ويصنعُ تاجاً .. للسُّمار ،
من يزرع في شرفات القلب
حقولاً ،
وقرىً عامرةً ،
من يُحيي حفلة ميلادٍ ، لصغار
الأشجار .
من للجدران ، يلطخها ،
ويخضّبها ،
في ما يختار من الردهات ،
من للأحلام يجسِّدها ، برسوم
عرائس أطفالٍ ،
وبريق وجوهٍ باسمةٍ ،
وعيون حالمة النظرات ،
ونجوم تسطعُ .. تتلاشى ،
ولآلئ ترقص في الحدقات .
خبأتكِ صيفاً ، وشتاءً ،
بربيع فؤادي ، بين ثنايا
أضلاعي ،
ونظمتك لوزاً ، وكروماً ،
بجميع حدائق أشعاري ،
من حين زَقَوْتِ ، بكفِّي
حتى صرتِ يمامتنا ، شحرورتنا
،
صاحبة الصوتِ المنقوشِ ،
بذاكرتي وبأوتاري ،
وحملتك في جيبي ، أسطورة حبٍّ
، عذريٍّ ،
تروي أثري ،
وتقصُّ غرائب أسفاري .
سميتك ، شمسي ، ونهاري ،
سَميتكِ ، قاعي ، وقراري ،
وجعلتك عُلبة أسراري ،
سمّيتُ بإسمكِ ، ما أحببت ،
وما أضمرتُ ،
بأفكاري ،
يا نبض وريدي ، يا شفتي ،
يا أجمل ، أجملُ أشعاري .
يا ثوب الفرح اللابس وجه
الأرض ،
يافيض الشجن الغامر حبَّ
الأبناء،
تحسّس ، وجه الباسمة الأولى ،
وترفق ، حين تزف حبيبتنا ...
بنت السلطان !!
لمليك الجان .. !
فتَى الفتيان!
الآتي نحوك من شرفات الغيب ،
الواقف متشحاً بالسيف ،
وملتحفاً إكليل الغار ،
ومعتمراً تاج .. الملك
النعمان .
القابض منا أوفى وعدْ ،
القاطع فينا أغلى عهدْ ،
أن يأخذ منا كفّيها .. بحنان
، ،
ويسيرُ بها في الدربِ ، على
مهلٍ ،
كي تأتي كل ملائكة الأطفال ،
تباركها ،
وتضيء الشمع بدربهما ،
وتجرُّ ذيول الفستان .
أسلو .. أم أفرحُ .. لا أدري
،
فالبعد يحطم ذاكرتي ،
والخوف يحركني ، نحو الهذيان
إيناس الروح،
هُزّي فرشاتك واسقيها ،
برحيق اللون ، وعطر الأرض ،
وبوح الظلّ ، ودفئ الغيم ،
ولون الماء ،
وخطي لوحة أحلامي ،
أتوقّع منكِ ، وبي ثقةٌ ،
أعظم لوحات التاريخ ،
تصفين بها أحلامكِ ، آنستي ،
أحلام أبيك ،
أفكار شريككِ ، كاملةً ،
أحلام بنيكِ ،
تضعين حياتك فيها ،
زاهية الألوان .
تروين بها ماضيك المشرقِ ،
حاضركِ الميمون ،
ولون الزمن القادم ،
كل مسافة خطوك ، في الأيام ،
ودعيها تبدو مشبعةً ، حبَّا
وسخاء ،
عطفاً وحناناً ، وإبآء ،
أتوقع لون حواشيها ، زيتوناً
وحمامْ ،
أطفالاً تمرح ، أقماراً ،
وملائكةً ،
وحروفاً من آيات القرآن .
لا تنسي أن تضعي لكيانك
زاويةً ،
ولذاتك لوناً شفافاً ،
لا يحمل لون الكُرهِ ، ولا
سِمة البغضاء ،
صوغي لحياتكِ معنىً ، وحضوراً
،
لا تدعي عمركِ يجري أياماً
، أرقاماً عمياء .
وضعي بسماء اللوحة أشرطةً ،
أو أشرعةً ،
تحوي ألوان الطيف ، بأكملها،
للعيش دعيها ألواناً باردةً ،
لا بأس بها فاقعةً ، ناعمة
الملمس ،
ناصعة المعنى ،
لطموحك صُبِّي ألواناً صاخبة
الروح ،
وصارخةً بالهدف الأسمى ،
صاعدةً من فيض الوجدان .
والآن.. الآن،
القدر الكامن في الملاء
الأعلى،
قد حان.
أستودع فيك ،فؤادي وجَنَاني ،
أستودع فيك ، وقاري،وحناني،
أستودعك الحي القيوم،
أحوطكِ،بالأسماء الحسنى
كاملةً،
وبسورة طــه، والرحمن.
إيناس الروح .. متى تأتين
،
ألا تأتين ؟
الأرض تدور ، تدور،ولا زالتِ
،
فمتى يتوقف بيتكِ ، مثل
الغيمة ،
قرب نوافذنا ،
ومتى يترامى صوتكِ ، في سمعي
،
وأنا أتكوم في شجني ،
أقتاتُ الغبطة .. والحرمان ،
لا زلتُ أتوقُ ، إلى شغب
الأطفال ،
إلى مرح الأحفاد ،
صبايا كانوا أو صبيان .
خوفي ، تأتين ،
وقد غابت في ذاكرتي .. الذكرى
،
قد غابت في عيني أزهار الماء
،
خوفي تأتين وقد رحلت أشجار
الصيف ،
وغابت في أفقي ألوان الطيف ،
خوفي تأتين ،
وقد رحلت أحجار البيت ،
يا ويح فؤادي ، كيف أعيش
الحزن ،
بلا إيناس ،
خوفي ينتصر القلب ، على الوجدان
ينتصر الشكل على المضمون؛
خوفي ينتصر الحزن على الإنسان 0
14 شعبان 1426هـ
18 سبتمبر 2005م
إب ـ والدك عبد الكريم الشويطر
سنـــاء
في ليلة حالمةٍ ،
تضجُّ بالبهجة والأُنسِ،
تشعُّ بالأنوار،
تجتمع النجوم كلها بحفلة بهيةٍ،
تبوح بالأسرار،
تُحيي زفاف الـدُّرَّةِ ،الغاليةِ ، المصونة،
إبنتنا ،سناءْ ،
ثالثة الأقمار.
ينبثق البهاء ،والسناءُ، في وجوهنا،
تختلج القلوب،
تغرق العيون في دموعها،
تجتمع الدمعة والبسمة ُ،في العُرْسِ،
كما تجتمع النشوة،والآهات ،على الأوتار
سنــــاؤنا،
ترحـلُ بدراً كاملاً، ترفُلُ في أذيالها،
تغرب كالسديم، كا لمذنَّب العظيم ،
في ثياب عُرسها،
الى مجرَّة هائمة، تحلم بالتكوين،
في الكواكب الخالية البعيدة.
تلك التي ، لمَّا تزل عذرية الرمال.
تحلم ُأن تصبح فيها قمرًا مُنَوَّراً،
تولد منه سائر الأقمار.
ثـمَّ يُطل بعد ذاك، وجه يوم آخرٍ،
يبدو عليه أثرٌ من الشحوب،
يضمحلُّ في شفاهنا الكلام،
يُظــلِم الظـّــلام،
يتركنا الأنسُ، فـُرادى، وحيارى،
ثم يُسدل الستا ر.
تـلبَّـدّ الحزن على جدار بيتنا،
وانطفأ النهار.
وشهرزاد سكتت،
ولم نعد ندرك ما يقول شهريار.
للفرح الكبير والحزنِ، مكانٌ واحدٌ،
في قلب من يعنيهِ فردٌ واحدٌ،
في نفس من يعنيه حرفٌ،شاردٌ،
ما بالها لو كانت القصيدة.
سناء كانت
وحدها، قصيدة.!
مطلعها ،موضوعها ، ختامها،
أصدق ما جاد به الشاعر من أشعار.
لا وقت للحديث عن فراقها،
فلم يعد في العين ما ترسلهُ،
ولم يعُد في الروح إلاّ ومضةٌ،
تُوشك أن تلوذ بالفرار.
مبارك زفافها ، مبارك
قرارها ،
دخولها عالمها الجديد،
في وقار.
حتى ولو شاخ الزمان في عيوننا،
حتى ولو مزقنا السكون، والشقاء،بعدها،
حتى ولو حلَّ بنا الضياع ،والبَوَار.
أهلا بها ، حاضرةً ، غائبةًً ،
رائحة ،غادية ، زائرةً، عابرةُ،
كوكبها القديم ، مرَّة في اليوم ،
أو في الشهر، أوفي العـام،
نجمة زاهـرة ً، ترجـعُ من غيبتها،
تشرق في طلّتها باسمة كالشمس،
في رابعــة النهــار.
حين تعــــود،
يرجع النور إلى أبصارنا،
وتضحك الغيوم في السماء،
تهطــل الأمطـار.
فهي التي تحمل بذرة النقـاء، والسخاء،
أينما توجهـت،
وهي التي تنشر وجـه الخيـر ،
في السهول ، والسفوح ، والقـفار.
ترقص في كلامها الحـروف،
تضحك من بسمتها
الأزهار.
ربيّتها ،
صقلتها ،
فديْتها بمهجتي،
سقيتها تجـربتي،
صُغت لها الحياة،
قبل أن تدخـل في غمارها،
وقبل أن تـدور، في المدار.
حبِّي لها ،أيـّدها،
شجعـها،
فهـذّبت فطـرتها، واكتشـفت قـدرتهـا،
ووجـدتْ غايتها،
في الحبِّ ، ...في الإيثـار .
حبي لها، يفوقُ ما أعلنْـتُ، ما وصـفْتُ،
يفوق ما حَبَّ امرؤٌ إبنتهُ ، من أول الزمان.
حبيبتي :
أنتِ امتـدادي ، ويـدي ، وسنـدي،
وأنت عمريَ الجـديـد ،
كَـوْنيَ الـذي يعُــجُّ.. بالفخـار.
ولست طبعا افضل الآبـاء، يا بُنـيَّتي،
لكنني أكثر من يخشى على طفلتهِ،
من لفحــة الهواء،
من قرصة الهجير
في المساء.
أكثر من يخشى على إبنتهِ،
من دمعةٍ، تُرسلها ،
بعيدةً ، عن
هـذه الديار.
صغيرتي :
أعرف أن الناس لايرون فيك ما أرى،
و لن تنالي كلما تبغينهُ من الرِّضَى،
فعـمِّري وشيدي،
وشاركي ، وجـدِّدي،
وقاربي ، وسـدِّدي،
واحتكمي الى الضمير دائما،وأبدا.
في هدأة الليل،
وأنت ترقبين الغضب الصامت في النجوم،
ترسمين لوحة الحياة،
وتعجبين من تراصِّها
الوثيق، في أفلاكها،
وفي خضمِّ دربها الفسيح ، في المسار.
في حين لا نعلم نحن أبداً ، ولا النجوم،
أهْو قصدٌ ذاك ،
أم هُوَ اضطرار.
بُنَيَّـتي :
تعلّمي ، تعلّمي ، تعلّمي.
تفحصي وجوه كل الناس،
وافتحي قلوبهم،
وفتِّشي عن جملةٍ ،تعنيكِ فيها، واقرائي،
لتدخلي عالمهم ،وتسكني قلوبهم،
لا تلمسي في الشخص ،
إلاّ جُزأهُ الضحوك ، والـوَدُود،
في النساء ، والرجال،
في الصغار، والكـبار.
تعلمي من الحياة ، جِــدَّها ، وهزْلها،
قديمها ، حـديثها،
علومها ، فنونها،
فالعلم يبقى هيكل الحياة،
والحياة واحةٌ ٌجميلةٌٌ،
إن مزج الناس بها العلوم ، والفنون، والآداب،
بِيَدِنَا نجعلها غنيمةً ، بيدنا نجعلها انكسار.
بيدنا نجعلها وديعةً
، بيدنا نجعلها فـرار.
بيدنا نجعلها زاخرةً،
بيدنا نجعلها انتظار.
بيدنا نجعلها كريمة ً، بيدنا نجعلها شنـار.
الحب يأتي بعد أن تزهر في كلامنا الألفاظ،
بعد أن تثمر في ، أحلامنا،الوعود.
بعد أن ينبت في أرواحنا ،
حبُّ العطاءِ، والسخاء، والبـِدَار.
جميلةٌ ٌ، تلك التي ترهن للشريك،
قلبها وروحها،
وتكتفي لنفسها، ....بعقلها، وذاتهـا،
تُزرع في ضلوعها عواطفٌ،
لا بُـدّ أنها، تُثير، أوتـُثار.
أما التي تكنس باقة الحروف ،
وتطبخ الهموم ،دائما،
تقضي على ذاكرة الحياة ،
فيركض العمر بها مرتجفاً، إلى انحدار.
الصمتٌ خيرٌ، لا
أقول تصمتي،
تكلمي ،وحاوري،
لا تنشري الهموم ساعة الصفاء.
لا تُطلقي الفكرة سهماً طائشا إلى الهواء.
تريثي هنيهةً ، حتى يحين وقتها،
كي لا يضيع صوتك الجميل في الغبار.
أمثلةٌ لا شك
تعرفينها،
يا طالما كنا
معا نذكرها، في بيتنا القديم،
في أسمارنا الحميمة،
فالتقطي العبرة منها دائما، والإعتبار .
فتاك هذا،دار حولاً كاملا،
يبحث عنك، صابراً، محتسبًا،
ما اختارك الا أنتِ،
أي، وربي ، يا سنــاء،
إنّــهُ، أحسن فيك الإختيـار.
كوني له وديعةً ، مُطيعةً ، حافظةً،
صادقــةً،وفيــــةًً،
في عُسرةٍ، وميْسرة.
في سَقَمٍَ ،وعافية،
في شـدَّةٍ ، أو في رخـاءْ.
على يديك ،سيكون زوجا مخلصا،
يصبحُ شخصا ناجحاً،
بل ربما يصبح نجما لامعــاً،
ويخطف الأبصار.
والله في عونك ما دُمتِ له،
شاكرةً ، ذاكـرةً،
واثقـةً من عـونه، حـامـدةً لفضــلهِ،
ليس لنا في حُكمه،
لا مِنّـةٌٌ، ولا خِيــــار.
وفي الختام يا صغيرتي ، ياحـلوتي ،
أهــدي إليــكِ ، باقـة،ً
من زنبق ٍ، ونرجس ٍ،
وأُقحوان .
ووردة ً،وشمعـــةًً،
ملفـوفةًً بليْـلـَكٍ
، وجُلّنــارْ.
أبوك :عبد
الكريم - صنعاء 24/10/2010م