الاثنين، 21 نوفمبر 2011

عندما تولد فينا الكلمات


عندما تولد فينا الكلمات

(1)  من مواجيدِ الهوى المخزون ،
تصحو بسمةُ الماضي ،
فتنزاحُ، خطوطِ السنوات 
كيف عادتْ ، كيف سامحتُ دموعي ،
وغسلتُ الحُلمَ ، في جدوَلِها الرقراق ،
واجتاز الفؤادُ الضامئُ الملتاعُ ،
بحــر الذكريات 
يا لأسرارِ الجَمَـال ،
عندما تحضرُ فينا ، دُفعةً واحدةً ،
عندما تشرقُ في حاضرنا ،كاملةً ،
في لحظات 
يا لذاكَ الألقِ، القافزِ، ما بين القلوب ،
وبريقُ العينِ ، يُبديهِ، هُياماً ،
قبل أنْ تُولدَ فينا الكلمات 

(2) 
نحوَها ســار الفؤاد ،
وإليها ، هاجرَ القلبُ الكَلِيمْ .
سافرتْ أشجانُ عمري خلفها ،
وانتفضت في البدَنِ المنهوكِ ،
أشجــانُ السنين 
علّها جاءتْ، من الماضي ،
وصاغتهُ بأحلامِ صِبَاها ،
علّها تهدي الى الحاضرِ ،
شيئاً من يقين 
كان ميلادُ صِباها ، في عيوني ،
كان ميلادُ الهوى المخزونِ ، …
آلاف السنين 
يا هواها الجامحُ، الملتاعُ، .. يا نظرتها ،
تحملُ سرّ الفرحةِ الأولى،
ومضمون الحنين 
كطيور البحرِ غابتْ ، مثل عصفور الكناري ،
هاجَرَتْ بين جفونِ العاشقين 
إرجعي ،يا بَسْمة َالعمرِ ،
إزرعي في شُرفةِ القلبِ الخُزامَىَ ،
وارجعي البسمةَ للقلبِ الحزين 

(3) 
يا لذكراها التي مرّت ،وعادت ،
مثلما يُومضُ في الغيم البريق 
فتحتْ كلَّ شبابيكِ الهوى ، وارتحلَتْ ،
تبحثُ في ضوء المآَقي ، عن صديق 
وضعتْ أحلامها، في زورقِ الفجرِ، وطارت ،
كالفراشاتِ ، كأنفاسِ العقيق 
ويحها … لو كتَمَتْ أشواقها ،
واقتنعتْ بالبسمةِ الأولى ، …
وبالحبِّ العتيـق 
ويحها ،لو خبَّـأتْ مكنونها،
واحتفظت بالسرِّ ، في البئر العميق 
ويحها .. لو قابَلَتْ عاشقها يوماً ،
وأخْفَتْ بعدها …
كلَّ …… علامات الطريق.

(4)  
لَستَ والحُلم الذي تطلبهُ ،
يا عاشق العمر ، حنينٌ عابرٌ ،
يرحلُ في طرفةِ عين 
لا ، ولا أنتَ فمٌ ،.. أو لهفةٌ،
تركضُ في نزوتها ،
أنتَ اخضرارٌ ، في مساحات السنين 
وبكَ العشقُ انتهى …
واكتمَلَ الحبُّ ، ..
إليكَ انسكبتْ، كلُّ أماني العاشقين 

(5) 
 فاقتربْ منها ، وجازفْ ، …
واستـرقْ بسْمَتها ،
واغترِف َالحُسنَ، بكلتا الراحتين. 
واختطفْ، نجْمَتها ،
واكتحلِ الزُّرقـةَ، من أجفانها ،
واقتطفِ الكرْمَ ،الذي في الوجنتين 
ولعلَّ القلبَ ، لا يُخطئكَ القَصْدَ
ولا يأتي يمن نَعْشقُ ……
إلا طائعين 

(6) 
يا حبيبي …
كيف تبقَى مهجتي ، عطشَي ،
وفيكَ الخِصبُ ، والمرْعَـى ، ..
وفيكَ الماءُ .. والخيرُ الوفير 
كيف ِبي أشـقَى ، ؟
وفي خدّيكَ،  رمَّـانٌ ،وأزهارٌ،
وصبـحٌ ، كالحـرير 
كيف بي أَضْنَى ؟
ومن عينيكَ ِ، أنغامي ، وأحلامِي تسير.
كيف بي أجفُو ؟
وعن أجفانكَ الوَسْنَى ، جناحي لا يطير 
كيف بي أنسَى ؟
وقد أصبحتَ، آمالي ، وأحلامي ،
وعمري ، والمصير 

(7)  
لكَ حُبِّـي ،
ولكَ الأشواقُ، … جمرٌ فوق جمرِ 
لكَ رُوحـي ،
وبكَ الروحُ أفاقتْ ، .. بعد سُكرِ.
لكَ أفراحي ، وأحزاني ،
وما خبّـأتُ من سِرِّي ، وجهري .
لكَ ما صاغَـتْ،  يمِيني ،
لكَ ما غنَّتْ بهِِ الأيام ،
ما ردّدتُ ، من لحَنْي وشِعري 

أي ســرٍّ فيك إني لست أدري   كل ما فيك من الأسرار يغري
خطر ينساب من مفتر ثغـــر   فتنة توصف من لفتـة نحــر
قدر يُنسج من خصلة شعـــر   زورق يسبح في موجـة عطر
في عباب غامض التياريجــري    واصلا ما بين عينيك وعمري

ذاك سر فيك ممزوج بسحر 
كعبيرفاح من بسمة زهر
وبريق هام في صفحة نهر
فيك أنفاس عقيق رسمت نزوة ثغر
بعثت نشوة سكر
جلبت همسة عطر
كل ما فيك جميل كيف؟
إ ني لست أدري
فيك شمسٌ وظلال
فيك روضٌ وربيع
فيك لوزٌ وكروم
فيك ما يشرح صدري
فيك دفءٌ وحنان
فيك بردٌ وسلام
فيك موتٌ وحِمام،
فيك أحلى من خيالٍ،مرّ في ظني وفكري.
كل ما فيك انسيابٌ ، وانسكابٌ،
جسمك الناعم عذبٌ،
مستديرٌ،كل ما فيك، وبدري.
فيك ما يُفسد صومي وصلاتي
فيك ما يجهضُ صبري
يالبؤسي ، و لقهري
تاه عقلي، ذاب قلبي، ضاع  شعري.
هل تُرى جنّ جنوني فيك؟ 
إني لست أدري. 
فأنا أعشق ما فيك ،
من الشعر، إلى الثغــر،
الى النحر، إلى الخصر،
الذي يقصف عمري.
22مايو 2011م صنعاء


(8)        
يا لصبٍّ ، حائرٍ ، مزَّقـهُ الشوقُ ،
وأضنـاه ُالعـذاب.
عادَ يطوي صفحةَ العُمرِ ،
ويبني ، من خيال الأمسِ ، أحلام الشباب.
شارداً ،في هَدْأةِِ الليلِ ، يُناجِي ،
قمراً ، يسكنُ في طيِّ السحاب.
يتمنَّى، عودةَ البدرِ الذي، أسفَرَ يوماً ،
واختــفَى ، تحتَ النِّقاب.

(9) 
 طـــالَ ليلِي ،
وجفــاني مضجعِي ،
أرهقني ، طُولُ السُّهاد.
بِتُّ ، لا أعرفُ أحوالي ، ولا نفسِي ،
ولا نوع َالمُراد 
فمتى ، ينطفئُ الحزنُ …
وتزدانُ أمامي بَسمَةُ الدنيا ،
وأفراحُ الفؤاد 

 (10)
ينْتَشِي طيفُكَ في قلبي ،
كما يرقصُ في الروضِ الربيع.
أنتَ من زيّنَ عُمري ، وكسَا روحيَ ،
بالبُشرَى ، وبالحِسِّ الرفيع 
عن مُجَافاتكَ ، لا أقوَى ،
وعن هجركَ ، يوماً واحداً ،
لا أستطيع 
إنما خوفي ، بأن تذبُلَ ، أحلامي ،
وهذا الحبُّ يخبُو ، بين أعماقكَ يوماً ،
و يضيع 



(11) 
قد نما حُّبكَ في قـلبي ،
 كما تنبتُ في الماءِ ،جذوعُ السنديان
وعلى شُرفةِ قـلبي ،
ضَحكَ المنثُورُ، والفُلُّ ،
وزهرُ الأقحــوان 
لم أزل أهتفُ باللُقيا وأهفو ،
أن أرى وجهكَ يدنُو ، كلَّ آن .
وأنـا باقٍ على عهدكَ ،
حتى لو مضَى عمري ،
وجـاوزتُ الزمـان 

(10)  
أنتَ لي قيثارةُ الأفراحِ ، والأحزانِ ،
والحُضـنُ الــرؤوم 
أنتَ لي ، ينبوعُ إلهامٍ ، وذكرَى ،
سوف تبقى أبد الدهرِ تدوم .
ولَكَمْ باسمكَ ناديتُ ، وأطلقتُ غنائي ،
طاوياً كل البراري والتُّخُوم 
ولكم بِتُّ ، أُصلِّي ،
علَّ طيفٍ عابرٍ منكَ يحوم 



(11)                 
أنتَ لي … لا زلتَ منِّى،
وطنَ القلبِ ،
ومأوى لهفتي 
أنتَ إلهامي ،وحُبي ،
والأنينُ العذبُ في قيثارتي 
سأغنيكَ ، إلى أن تنطفي ناري  ،
وتخبو لوعتي 
وأناديكَ ، ولو لم تستمع صوتي ،
وتعلو ، من شفاهي نبْرتي 

(12) 
كم تضاحكتُ ،
وما بي فرحٌ ينبضُ في قلبي ،
ويالعكسِ ، فقد كنتُ حزين 
وتجهَّمتُ ، وما بي ألمٌ يُخشَى ، ولا بؤسٌ ،
ولا هـمٌّ دفِــين 
وتساميتُ ، وفي قلبي خضوعٌ ،
وسلامٌ ،وحنين 
كلُّهُ ، من أجلِ أن أفتحَ للسُّلوَةِِ ،
في قلبكَ، باباً ،
وطريقاً لليقين 
كلُّه، من أجل أن أحظَى، بقلبٍ جامدٍ ،
فيكَ أبـَى … أن لا يَلين 

(13)               
لك بوْحي ،واعتذاري،
إن أنا جئتُ بوجهٍ جامدٍ ،
كان بمثلي ، لا يليقْ
واعتذاري إن أنا ،طاوعتُ نفسي ،
وتطرَّقتُ ، إلى ما لا أُطيق 
واحفظي ، ما شِئتِ عنِّي ،
فأنا ماضٍ الى قلبكَ ،
بالحبِّ، الذي، يملأُ إحساسي ،
وبالعزم الوثيق. 
فلِكَيْ نُدركَ أسبابَ الهوى ،
لا بدّ للعاشقِ ،
أن يَسلُكَ .. من كل طريق 


(14) 
كـــان لي قلبٌ ،
يناجي نفسَهُ ، يضحكُ للدنيا ، ويلهو ،
مثلما الطفــل الصــغير 
ويُغنِّي جذلاً ، في روضةِ الحبّ ،
ويغفو ، وهو مرتاحُ الضمير .
عندما صادفَهُ الحبَّ ،تـولّى، …
طــــار مِنِّي ،
لم يقل لي ،أين يمضي ،
أو إلى أيـنَ يسير 
وأنا أبحثُ عنه الآنَ ، في كل مكانٍ ،
دون جدوى ، أنا في همًّ كبير 
ربما يسكنُ في داركِ … يا فاتنتي !
أو ربما يلهو حواليكِ ،
فرُدِّيـهِ … لك الشكر الكثير 


(15)  
أبعدوكَ الناسَ ، عن عيني ،
إلى أقصى حُــدودِ البلدِ 
والزمانُ الفاقِدُ الإحساس ،
والأعرافُ ، شآءت ، أن تُجافيني ،
وتنسى موعدي
وأنا أعرفُ أني ، بكَ مَوْصولٌ ،
وأنَّ الشوقَ ،يُدنِيكَ، غداً … بعد غدِ 
وبأن الفرحةَ - اللُقيا ، ستأتي
وأرى ،خدَّك في خدِّي ،
وأعطافكَ تأوي فوق،
صدري … ويَدِي 


(16)  
ما الذي أعجبني فيك … حياتي ؟؟
ليسَ طبعـاً .. ما أراه 
لا الخدودَ الزهراتِ البيض ،
والأحداقِ ، أو حُمْرَ الشِّفاه 
لا ،ولا قدَّ الصِّبا ، الريَّان ،
والممشوقِ ، أو سحرَ الفتاه 
كلما أعجبني … أنك من أهوَى !!
ومن يرضَى به القلبُ ، .. شريكاً للحياة 


(17) 
ليسَ ما يجمعُ قلبينا ، سَرابٌ عارضٌ  
صـادفنا ، دُونَ انتظــار 
إنه دربُ سنينٍ ، صقلتْ إحساسنا ،
خُضْنـا بِها ، كلَّ صنوفِ الاختبار 
ولكمْ ، يجْدرُ بالمرءِ ، إذا لازَمَهُ الحُلمَ ،
وأضناهُ الهوى ، والشوقُ ، ليلاً ، و نهـار … ،
أنْ يكنْ مغتبطاً … أنَّ بهِ قد سَكنَ الحبُّ ،
ولن يُجْديه، ِصَـبرٌ أو فـِـرار 
فيه تستيقظُ حُمّى العِشقِ ، ما عاش ،
ولا مهربَ حتى …من جنونِ الانتظار !

(18)               
فيكَ خبأتُ خُطوطي ،
ومسافاتي ، وبُعدي ،
وخُطَى ظلّي وشمسِي 
وبعينيكَ، نَقَشْتُ العُمرَ أقواساً ،
وزهراً نابضاً من كلِّ جِنسِ 
وعلى كفِّكَ سجَّلتُ حظوظي ،
وعناويني ، وأوصافي ،
وأفراحي وأُنسِي 
وتعلَّقتُ بأحلامكَ ، حتى،
 صِرتَ لي ، ميزان أوقاتي وحسِّي 
تتلاقَى فيكَ، آلامي، وأمالي ،وحُبي ،
والذي يخطرُ في ظنّي وحدْسي 
وبأعماقيَ، يرتدُّ صدىً، من لحظاتٍ عِشتُها ،
من كلماتٍِ ،خرجتْ همساً لهمسِ 
قُبلاتٍ نَقَشتْ حُمرتَها أجنحةً ،
فوق شِفاهي،
طَبَعتْ ذاكرةَ اللهفةِ ،
خمساً فوق خمَسِ 
فاذكريني ،عندما، تبتسمُ الدنيا ،
حواليكِ وتصفو ،
وارشفي كأسكِ ممزوجاً ،
ومشفُوعاً ، بكأسِي 





(19) 
كان حُلماً … أن أرى وجهك يدنو،
مرة أخرى ،ويبدو في بهاء القمرِ.     
وبأنْ يضطربَ القلبُ الذي أغفَى سنيناً ،
يشربُ الذكرى ،
ويقتاتُ أنين َالوترِ 
مسَّني الهجرُ طويلاً ،
وخَبَتْ في عتمةِ الوحدةِ آمالي ،
وأيقنتُ ، بأنَّ البُعْدَ هذا ، قدَري .
كنتُ  أقسمتُ ،
بأن أبدأَ ـ لو عُدتَ ـ عتاباً ،
عاصفاً كالمطرِ 
فتلاشتْ كلماتي كلَّها، لما تَبَسَّمتَ ،
أمَامي ،وانطفَا شِعري ،
وخانتني خيالاتي ، وضاعتْ صُوري 
رعشةٌ سارت بأوصالي ،
وعزفٌ في شراييني ،
وأنفاسٌ ، توالت ْ،
وكأنِّـي ،واقعٌ في الخطرِ .
وصفا دهري، وذابت كل آهاتيَ ،
لمـَّا ،نظرةٌ منكَ ، تلاقتْ،
 فجأةً ، في نَظَري
ماتَ في لحظةِ رؤياكَ ، زماني ،
واختفى من تحت أقدامي، مكاني ،
ومضَى يبحثُ عني ، أَثَرِي 

قصيدة من جدار الموت...


من جدار الموت...

من جِـدار الموتِ .. أصحُـو ،
من شـفيرِ الواقعِ المسـنونِِ أعـدُو ،
من زحـام الحـاضر المجنـونِِ .. أبـدُو ،
من صراعِ الثـلج والنيرانِ ،
أسـتلُّ خُيُـوطي ، وأربِّي هــدفي ،
أصْهَـرُ آلامي .. وأخطُـو .
شـارداً .. مرتحلاً عن صرخاتي ،
واختلاجاتي وهَـمِّي ،
غضبي أغمسُـهُ ، بالماءِ ،
مادامُـوا ، بلا  عِرضٍٍ .
وأُعطِي لوجودي ، بعضَ ما يحتَاجُ ،
أحـمِي ذلك المغــزى ،
أعِـينُ الفجـرَ ،
كي يصنَـعَ للقـادِمِ وجـهًاً ،
كالذي تطـلُبـهُ الأيـام .
أدعُـو القـدمَ النازفَ ،
أن ينتعِل العُشـبَ ،
ويمحُـو عادةَ الشـكوى ..
جحـيمْ الرفضِ .. يعلُو، ثمّ يعلو،
ثمّ يعلو.....
قَـمَراً في دورةِ الأيامْ .
صنعاء 25/9/89