الخميس، 25 أغسطس 2016

فــاتحـة



فــــــاتحـة



مثلمـا تنشـأُ السحـابُ تكاثــفْتُ،

وطـافتْ بصفـحــتي قــطـراتُ .

وكمــا ينبـُعُ الزلالُ من الصــخرِ ،

تدفَّـقْتُ لتجـري جـداولي نغمـاتُ .

كلمــاتـي نـهرٌ وأشْعـاريَ إبحـارٌ ،

وحـرفـي ،سفينــةٌ، ونجـــاةُ .

نغـمـاتـي مَـدٌّ ،وجـزرٌ، وأوتاريَ ،

حــرفٌ ، وزهـرةٌ ، وحصـــاةُ .

تخطُـف الأبعـدَ البعـيدَ وتعــطيهِ ،

إلـى الأعـمقِ العـميقِ ،نَـــواةُ 

وبهـا قـد زرعتُ في كفـةِ الحـبِ ،

غصـوناً أزهـارُهـــا قنــواتُ .

إنما أنحـتُ الحُـروف لِينْبجِسَ الضوءُ ،

ويعـلو سـناءَها ،الكلمــــاتُ .

بعـدُ ، لم تكشف الغموض ويكـفي ،

أنَّ فيهـــا ما لا يـراهُ النُّحَــاةُ .

للتـرابِ الـذي بـهِ قـْد تكوَّنْتُ ..

وكانتْ مــن طيِـنِهِ الخفقــاتُ .

للديـارِ التي بها انطفــأ الحــبُ ،

وغـابتْ عن ليلِهــا الــبركاتُ .

للذي في الضمــيرِ أُرسـلُ أشجانيَ ،

لحنـــاً وأنَّــتي صــلواتُ .

أتغـنَّى وهـذهِ الأحـرفُ النُّجـلُ ،
ستُعـــطى من الحيــاةِ ، حيـاةُ.



6/3/1989م