السبت، 13 أغسطس 2016

صوت الإرادة



صوت الإرادة


أنتَ .. ياذاَ الغـريب .. هَا قد عَرفْـناكَ ،
ومـن وجْهِك استفــــاقَ وُجـودي .




أنتَ يا صَـاحبي خـرجتَ من الجـرحِ ،
حيــاةً سقيتُــــها بـوريــدي .




لن يعــودَ الزمـانُ في رحـمِ الأرضِ ،
ولا الدهــرُ نــاكثٌ بوعــودي .




لن ُتضــئَ الحيــاةُ في كنفِ الكـونِ،
وتخبُـو على ضفـافِ حــــدودي .




وأنــا رائـدُ الحضــارةِ والمجــدِ،
وأُ ولَـى منــارةٍ في الــوجــودِ.




صـاحبُ الصَّــولةِ،العــظيمةِ، من،
حُقْبــةِ ،عــادٍ ،وتُبـَّـعٍ ،وثمـودِ.




الـذين ارتقَـوْا إلـى شُـرُفِ المجـدِ،
وزالــوا عـن هاضبـات الرعـودِ.




واستبـاحوا الجهـات شـرقًا وغربـاً ،
بسيــوفٍ حـواصـدٍ وحُشــودِ.




من أحـــاطوا ديــارهم بجِنــانٍ
وصُــروحٍ عظيمــةٍ ، وسُــدودِ.




وبــذات العمــاد مدُّوا إلى الشمسِ، 
ذراعــاً، من مُشرِفــــات الحيُـودِ.




لاتسـلني من الــذي بعـدهم أبـْدَلَ،
فضــلاً، ونعمـــةً، بالجحـــودِ.




لم أزل أستــقي عِــبرة القُـــرونِ,
وأشقـى بِظــلم تـللك العهـــودِ.




آمنَـَتْ نفسـيَ العصيَّة ،بالفــــوزِ،
إذا مـا بــذلتُ كـل جهـــودي.




وإذا ما قـــدحتُ زنـديَ بالعـزمِ،
وأشـعلتُ بـالإرادة عُـــــودي




فالفـلاح ُالفـلاح فـي هـذه الأرضِ،
فــلاحٌ ، أيضـاً بِــدار الخُــلودِ.




والسَّـلامُ السَّـلام ُ،في سِربـِكَ الآمِنِ،
فـحوَى ، رســالةِ التَّـوحيــــدِ.



1989 /4/ 28


حصن حبّ



حصن حبّ


فوق هــــام الأخشبَـــيْنِ انتــــصبتْ 
قـــامةُ الحـصن المنيــع الشـاهــــقِ

طوطـمٌ يشمخ في أعــــلى العـــــُلى 
فوق متن المعـصــــرات الدافــــــقِ

ينثـني هيـــكـهُ مرتفعــــــــــــــــــــا 
مثــــل موجٍ صاعـــد في الأفـــــــقِ

جــــُــرمُه من درجـــاتٍ صَعـَـــــدت 
سُلّمــــــا، نحـــو المعـــــالي ترتقيِ

حيـْدُهُ صخـــــرٌ بــديــعٌ نــــاصــــعٌ 
مُشِـقـــــتْ أحـــرفُــهُ بــالبَــــــــــلقِ

حارسٌ فوق شمـــــاريخ الــــــذُّرى 
عينــــهُ ترصــــــدُ مـــــوج الأزرقِ

يتسامى باذخــــاً فـــوق القـــــــُرى 
بحقــــــول، طبقــــاً عــــن طبـــــقِ

يا لسربـــالٍ خضـــيرٍ قــد كـسَـــــى 
جسمَــه بعــــــد هطـــول الـــــودقِ

غيمـــةٌ شفــافـــــةٌ مــن حـــــــولِهِ 
يحتبيهـــــــا كالفَـــــراءِ الـــــدَّ بــقِ

وشعـــاع الشـــــمس في قـمَّتـــــــهِ 
لم يــــزل في قـيضِـــــهِ المحتــــرقِ

ونسور الجــوِّ في أحـــــــداقـــــــــه 
قد بنـَـــتْ منــزلهـــــا المـــؤتـــــلقِ

تحتــــــه فــــــيض عيــونٍ دفـــقـتْ 
صـوبَ غُـــــــدرانٍ أبتْ أن تلتــــقي

وجنـــــــان ٍفُــصِّــــــلت رُقـعتهــــــا 
مثــــل أوراق الكثــيب المُغـــــــد قِ

تاج بعـــدان العـــوالي يا سنــــــــام 
البــلد الأجمـــــل فـــوق المشــــرق

يــــــــا لمجـــــــدٍغـــــابرٍ سطَّـــــرهُ 
كم هــــوى في سفحه من أخـــــرقِ

فجـيــــــــوش الطغــتكين انكــسرت 
تحت بــاب الحصن حيــن الغســــقِ

كسفاً تهوي عــــــلى هــــامـاتهــــم 
جعلتـــــــهمْ مِـــزَقـــاً في مِـــــــزقِ

ينحـني التــــاريـــــخ إجـــلالا لــــه 
فهــــو رمــــز الكبريــاء الأعــــرقِ

وهو عرش الجنة الخضراء في إبِّ 
التي مثلَهـا حاضـــرةً لم تُخْـــــــلقِ.

3/1/2011/ عبد الكريم الشويطر-صنعــاء



قصيدة للوطن






قصيدة للوطن


يا بلادي ، وصباحُ العزّة القعسآءِ ،
من فوقِ رباها يسطعُ .

من شماريخ ذُراها ، تستفيقُ البَسمة ُالأولى ،
وفجرُ الكونِ منها يطلعُ .

يا عروسَ الشمس ، يا حُضن المسآءِ،
الهادئِ، الغَـــافي ،
ويا حُسنَ المليحاتِ ، الصبايا أجمعُ .

لم تزل تشمخُ أمجادك ِ،في أعلى العُلى ،
الشمس أكليلٌ لهــا ،والبحرُ في أقدامها ،
يرجُو رضاها ، يركعُ .

ووشاحٌ مُذهبٌ ، يُرخٍىَ فَضِيْضَ المآءِ ،
في وجنتها اليُمنى ،
وموجُ، الأحمرِ، الصافي عليها بُرقعُ .

منبعُ الحكمةِ ، حِصنُ اليقظةِ الكبرى ،
ومضمارُ التــلاقي ،والفِنــاءُ الأوسعُ .

شاختِ الأرجآءُ ، فيما حولها ،
وجهُ صِباها،لم يزل ،في عنفـوانٍ يَمْـرَعُ .

بجناحيها ، بنَتْ للوحدةِ الكبرى مقاماً ،
في جبين الشمِس ،والشِّعرى إليهـــا ترجــعُ ،

يُسفِرُ الوجهُ اليمــانيُّ بها بدراً ،
ونورُ الفرحةِ القصـوى ،على كلِّ النواصي يلمعُ .

أرضُها، خيـــــرُ الأراضــي منـزلاً ،
وفصول العامِ، في روضتها،تجتمعُ.

لَيلُهــــا الأنْقى ، ضُحـــــاهـا، ألـقٌ ،
فًجْرُها الأسْنى ، سماهــــا، الأرفعُ .

مـــا ؤُها عــذبٌ ، ثــرَاها، ذهـــبٌ ،
روضها عطـــرٌ ، هــواهـا الأروعُ .

خــدّهـــا وردٌ ، شِفـاهــــا، عِــنـَبٌ ،
كُحلهـــا مِسْكٌ ، شــذاها، الأضوَعُ .

بلدةٌّ باركها اللهُ ،لنا خيــراً وفيــراً،
بُــوركَ العيشُ بهـــــا، والمهجــعُ.