الأحد، 13 مايو 2012

رحيل في أبعاد الأبجدية

رحيل في أبعاد الأبجدية




رحيـل

في أبعادالأبجدية

حرف الألِفْ

آدمٌ ...أول حرفٌ يقفُ
قامةُ للضوءِ تعلو،
وامتدادٌ شامخُ القـدِّ،
وصـوتٌ راجـفُ.
إنَّـهُ إعـلانُ ميلادِ وجودٍ  .. يَهَبُ المَعنى،
ويغزو جوهراً مزدوجاً … يأتلفُ.
إصبعُ الهدْيِ من الرَّمزِ استقامت.
وأشارت ..  ألفٌ ..   بـاءٌ،
فمن يســتأنفُ  ؟
عنـد بـابِ الرَّملِ ..  في الشَّرق المدمَّى،
لاح سـيفٌ  واقفُ .
إنها الذاتُ .. امتطى قبضتها خوفٌ، ..
وإصـرارٌ، خـلودٌ زائفُ.
غيرةٌ تعصرُ  طيشـاً ،
ضرَّجتْ وجهَ السـلامِ البِـكْرِ،
وجه  الدهـرِ،  جـرحٌ نـازفُ.

وأتيتُ فيكُمْ شامخاً …  ألفٌ، أنَـا  ،
ذاتي أتت من نقطةٍ   تعـلو على الأخـرى،
بِقِمَّتهَا المُحيـَّـا .
وبنبضةٍ من بعـد أخرى ،
تمّ تشكيلُ الوريدِ ، فسار طولاً،
وانحنَى ،درباً جميلاً لولبياً .
وتقوَّسَتْ بعـدي جماهيرُ الحروفِ ،
تحـوُراً وتمحـوراً ،
نسخاً بديعاً  عبقـرياً .
ورسمتُ فيها مِعـصمَ العـنقودِ ،
جـذع الدّوحةٍ الفصحى ،
وقُطباً ، حاملاً عرش الثريا .
رغم ابتعادي، واقترابي ،
لم يزل في قلب ذاكرتي ِسخاءً واعداً ،
دفقاً ، وظلاً مخملياً .
حكمت حروفي نفسها  ،
غرست بقلب الأرض دوحتها ،
ومدّت ظلها  في الكون،
عنقوداً طريَّا.
نُقشت على وجهي تخاريم الزمان ،
ختمتُ أطراف اللسان ..  ،
بلاغةً،شعراً، ونثراً   يعربيـَّـا.
في كل منحـدرٍ تصـدَّى لي اعتراضٌ ،
هـزَّ مملكتي،
ونصَّب نفسهُ ، إفكاً، وبهتاناً، فريَّا.
وفقدتُ بعـض جزالتي ، قوسى انحـنى ،
وأذلكم بي ، باحتـوائي ..  غابرٌ
فجّـر  صَحواً لا تِـنياً ،
وتناوشتني غارةٌ خرساءُ ، ألسنةٌ شظايا ،
أفرزت.. حشواً كسيحاً، لهجويّا .
فقد القريضُ النبضَ ،
وانطفأ التوهجُ، والبريق،
ترمدَّت روح القريحةِ،
باتَ نبضي  أعجميا .
لكنني ما زلتُ مُلتصق الجذور .. بأحرفٍ ،
كُـتِبتْ على صدر الزمانِ،
وأينعت في مصحفٍ ،
نهراً تحدّر لؤلؤياً .
يتساءلون متى ؟  وأين أصالتي ،
أنا منبعُ … ليست تحاصرهُ جهاتٌ أربعُ ،
وأصالتي عبر الزمان تجدداً مستقبلياً .
والآن قـد حان انفجاري ،
غيرةً للحق ، للإنسان ،
للحُبِّ الذي أدركتهُ يطغَى عليّاَ .
تتهتكُ الآن الدوائر كلها  ،
ورجعتُ  كالشرر المسافـرِ ..  وثبةً
قَدمي الجريحـة ُ لا تزالُ عـليـقة ً ببلاطها ،
وتئنُ فيَّا .
تحمى وتُخفى ،
ذلك الشبحُ المخيِّم في الصـدُور
عُمُولة ً ، نقداً ، ودجلاً قرمزياً .
تلك الوسيلةُ وحدها تطغى ،
تُؤجـِّجُ فكرها، أُكذوبة في الناس ،
تغـزو الذوق ، وهْمًا قيصريّاً .
في أُمةٍ حملت رسالات السماء،
ومشعل التأريخ، عدلاً،يملأ الدنيا،
وسِلماً عـا لميـَّا.
دار الزمانُ ،
بدورةٍ في الوعيِ ، في لا وعيه ،
خطِّى  توَاصلَ … نُقطتي عادتْ إليَّا .
سأظلُ اعتنقُ التزاحمَ … والتشابكَ ،
لوحةً مُزجت بألوان الزمان ،
ورأسُ حرفٍ ، يلتوي في بطن حرفٍ ،
أبجدياً .
أستشرفُ الآتِي … وأرسمُ ظلَّهُ ،
لُغـَةً وتجريداً ، وحرفاً نابضاً  ،
حدساً، وإيقاعاً نبيَّا .


حرف الباء
1-صورة:

نشوةٌ في لَحن طِفِـلٍ  ،
طَرَبٌ في نغمٍٍ ، ترشفهُ شُـبَّابةُ المغتربِ
عُـدْ إلى نبرته الأولى ،
أفقْ  ، من شفةٍ .. عاشقةٍ ،
تُفصِحُ عن مكنونها بالعـتَبِ .
شَاطئ المحراثِ ، في أطرافِ حقلٍ ،
بَركاتٌ ، أملٌ يغسْلُ وجه التعبِ ،
وخطوطُ الصخّر ،  أطباقُ رغيفٍ ،
ظهرتْ،في قسَماتِ الحِقبِ  .
بصمةُ الإبهامِ، باءٌ ،يتلاقى ، يتنامى ،
في سـطورِالدهرِ، بين الكُتُبِ .
يتلظَّى، يتجـلّى،
ليصوغَ الحرف في أسماعنا لحناً،
ويكسو روحنا بالطرَبِ.
ويداوينا بمدلول التجاريب ،
التي هــذَّبها الإنسان،
يقضي بالذي، 
أوصى به، كلُّ نـبي.


2- ظـــل :

نُقطةٌ واحدةٌ،
أولُ ما فاضَ بعين السُّحبِ .
بِركةُ ٌفارغةُ ٌ، في قعرها جوهرةٌ ،
غارتْ بطينٍ لَـزِبِ.
زورقٌ في يدِ طفلٍ ، مـدَّهُ، جسراً ،
لآمال التلاقي .. وعبورِ الموكبِ .
كبُر الطفلُ ، فغاصتْ قدمُ الرَّكبِ ،
بِفَكٍ قاذفٍ باللهبِ .
فبدت بسمتُهُ الحالمةُ الوسْنَى، تجاعيداً ،
بوجهِ الغَضَبِ .
بينما جئتُ أداويْ علّةًً ، كنتُ كأني ،
بلسماً في عضلاتِ الخشبِ .
داعَبتْ كل بَناني جُرحها ، فاكتشفتْ ،
روحاً سَريعَ العَطبِ .
هكذا شاءَ لي العَازفُ أن أهوي بِسَاقي ،
في احتفالِ القصَبِ .
شفتي تهمسُ في أذني  .. وقلْبي جذوةٌ ،
ساكنةٌ في حَطَبي .
بين طرفي والمدى يعلُو جدارٌ ،
وضيائي خَلْفَهُ  يَضْطَرِبِ .
بين نَفْسي، وَخَبَايا النفسِ .. أشواطُ عناءٍ ،
سَبقٌ، نحو غـدٍ مكتئبِ .
بين قلبي، وشِغاف القلبِ ، بيدآءُ بُكاءٍ ،
سَفرٌ، في الموعِد المُنتحِبِ .
أنا لا أرغبُ أن ترحل أحزاني ،
وفيها صورة المستقبل الـمُبْعِد والمقتربِ .
إنني أسمُو على الإشفاقِ ،
أسمو ، عن رُكُونِ الواهِمِ المُرتَقِبِ .
سوف يبقى الحرف ظِلِّي وعزائي ،
واحتي..  أو.. دربيَ الملتهبِ .

3-مـرآة:
           بعدما جفَّت مآ قينــا،
           لجأ نا لانتحال الأدبِ.

بعدما أشْكَلَ، عَقدُ الصفقةِ الأولَى،

بدأنا بارتجالِ الخُطبِ.

فجَمَعنَا فلسفاتِ الغابرينَ المحبطينَ


الكلَّ في أنشودةٍ للطربِ.

ونسجْنَا لحظةَ العجزِ غناءً،

ووضعنا بؤسنا ، في حُلّةٍ من ذهبِ.

ينشدُ الحكمةَ ، من لا يرتَـئِي،
في لُغةِ الحاضرِ ،

درباً ، و مناصاً، لبلوغ الأربِ.

ويرُومُ الفنَّ ،
من أعياهُ فَهْم العَالَمِ المجنونِ،

من في زحمة الخلقِ،اكتفَى بالهربِ.

هكذا الواقعُ ، إمَّا أنْ تنلْ منهُ،
وإما أن ترى مندوحة في الشَّجَب.ِ

فالتقطْ من أمْسِك الدابِرِ ،

أزهارَ بقاءٍ،

واغسلِ الحُزنَ الذي مرَّ ،
بماءِ السُّحبِ 

لا تكنْ إلاّ كقرصِ الشمسِ،

أخفَى وجههُ الغيمُ ،

ليزدادَ بهاءً ، بانقشاع الحُجبِ.



حرف التاء
أُغنية للوحدة:

تاهت عيوني
في عيون حبيبتي … تلك التي …
من زورق الشفقِ الجميلٍ تطاولتْ ،
وجهان قاماً ، أقبلا لتحيتي .
رَكَضَ الحنينُ مسافراً لجوار توأمِهِ ،
تطوَّح … واستفاقت مـِحنتي
وبَكْت أمامي بسمتانِ ، قصيدتانِ ،
بحارُ عُشبٍ ،
سافرت في نظرتي .
رَحلتْ أمامي نجمتانِ … 
سقتُهماَ بلدُ السَّحاب ،
وظل دفءٌ منهما في مهجـتي .
وتدلَّتا في ترعةٍ ،
حاولتُ رفعهما ، فغاصتْ رُكبتي .

2 -     مالي عَجِزتُ عن النـداءِ،
وتاهَ في صوتي غنائيِ ،
واستبدَّت نغمتي .
صَمَت الجُمودُ على لساني لاصقاً ،
في سقفهِ ، تاءُ التلعـثم ،
حُجَّتِـي ،  ومطيّتِـي .
وَقَفَ اللسان بمنطِقي مُتحجراً ،
ورحَلتُ أبحثُ ،
من يصوغُ عبارتي .
ونسِيتُ أنـَّي منبعُ الآيات ، والكلمات ،
أنَّ الصَّيْحةَ الأولى ،
أتَتْ من نبرتي .
شوقٌ يحدِّقُ كالأسير ،
ومُقلتان حبيستانِ … بِسُفرةٍ ،
بُسِطتْ أمام قضيتي .
وقضيَّتِي، حرفٌ تثنَّـى ، وانفلاقٌ للنواةِ ،
تآلفٌ ، وتناقضٌ ،
وكأنها شخصّيتي .

3  -  يا مَنـزِلَ الأحبابِ والأترابِ ،
يا سَكَنِي وظلِّي ، يا ثرَى تَعبـِي ،
ومرعَى نِعمتي .
لكَ في دَمِي خبرٌ ، وفي الأنفاسِ ..
لونُ بُكائها ، لُغتي ،وقصةُ لهفتي .
ألَمِي بتلكَ الواحةِ الذِّكرَى ،
وهذا حاجزُ القُربَى ،
ينصِّفُ ملعباً لأحبتي .
بلـدُ الخصوبةِ ،
حبةُ البُنِّ اليمانيِّ ، استحالتْ، فَلْقَتَانِ ،
بنفْسِ، نفْسِ الغـرسةِ .
قُسِمَت أمامي جنتانِ ، تشطَّرتْ ،
وتباعدت وجَنَاتُـها ،
وهي التي كانت تُسَمَّى بلدتي .
تلك المحاجرُ أطبقتْ أجفانَها ، وتفَتَّحتْ ،
بُـركانَ ضوءٍ ،
رُبـَّما ..  زاغتْ بعـينِي ثورتي ،
هي قفزةٌ حدثتْ ،
وبادئةُ الحضورِ ، إلى التكاملِ ،
والكمالُ رسالتي .
لكِنَّني نجمٌ تشرَّد في المهاجرِ ،
كيفَ ألقَى في دياري غربتي ؟
أنا لن أظلَّ ، بنسختينِ ،
ولن أعيشَ ، برُقعتينِ ،
لأنني يمنٌ، تحدَّى ظُلمتينِ ،
وسوفَ أسكُن غايتي .
1988 أول قصيدة القيتها في قاعة المركز الثقافي بإب
-إستطراد تزامني:

يتزحزح السُّورُ الضبابيُّ الكئيب،
تزولُ أغشية الظنون،
يلوحُ، وجهُ عشيرتي.
ولسوف تلتحم الحقول ببعضها،
تتعانق الشُّطـأ ن،
والعملاق يصحو شامخاً،من قبضتي.
وسأرتدي فرَحِي،
وأجني، من شموس المجد ،
إكليل الوفا، للقـادةِ.
الجامعين ، مشاعل السبعين،
من أيلول،من تشرين،
ملحمةً تأجَّجُ، في سماء الرِّفعةِ.
الأوفياءُ لما أبرَّ به الشهيدُ،
وما أُريق على ثراها ،تربتي.
قلقي ،أخبئهُ،
وأقراؤهُ، حنيناً صادقاً،
بعيونكم ،يا إخوتي.
فتدابروا،ما شآءت الأيام،
لكني،أناشدكم،بأن لا تقتلوها، فرحتي.
ستظلُّ أجنحة القلوب ،حبيسةً بسمائها،
حتى يعنُّ لها ،صباح الوحدةِ.
بلدي، وأغنيتي،وإلهامي، ولحني،
والحنين العذب، في قيثارتي.
سأظلُّ أنشدُ ضمَّها، يوماً،
وأرسمُ وجهها متألقاً،
في قبُـْـلِتي.

القيت كاملة في نادي شمسان بعدن بعد توقيع اتفاقية30 نوفمبر1989 أثناء زيارة المحافظات التبادلية
                          


حرف الثاء
1 ـ لوحـات
ثـُلمة ٌشطَّرتِ الحرفَ زوايا ، وشظايا ،
صار أبعاداً ثلاثاً ،ذلك الثغرُ المُدببْ .
شُعلةٌ مُطفأةٌ ،في وَطَن الفحمِ ،
رُكامٌ فوق فجرْ يَتَثَقَّبْ .
ثـُلّـة ٌ أولها، آخرُها ،
وغُثاءٌ من غُثاءٍ يتعجَّبْ .
سِربُ نحْلٍ يتلوَّى فوق رملٍ ،
وعيونٌ ،وخلايا ،تتقطبْ .
فوجُ أفراخٍ ، . . .صفاءٌ وتآخٍ ،
دربُها ليلٌ طويلٌ .ينتهي في ذيلِ ثعـلبْ .
كُثرةٌ، وانتثرتْ ،  في لُعبةِ الأوراقِ ،
صفصافٌ على ضحلٍ تهدّبْ .
هرجٌ في ملعبِ القَملِ ، …
براغيثٌ تَبارَى ،فوق ظهرٍ يتقلّبْ .
وصفوفٌ، وألوفٌ، تتمنى ،
أن يُعيد الدهر تجريب المجرَّبْ.
وبأن تخرج منها فرقةٌ ٌناجيةٌٌ،
تكنسُ من حاد عن الحق وكـذّّب.

هرمٌ، يُبحِرُ في حُضنِ زمانٍ  غارقٍ ،
يحملُ للسلطانِ ،
أكوامُ رؤسٍ فوق مَرْكَبْ .
إنَّهُ بعضُ قُلوبٍ ،
رسمتْ وجه ثريَّا ، …
مرَّ في أقدامها ..
سيفُ المذنَّبْ .

2 ـ اضاءة
إن تَكنْ تعْجَبُ منِّي ، وحديثي ،
فأنا من بعض ألفاظكَ أَعجبْ 
إن تدانيتُ إلى قُربِكَ تنأى ،
وإذا صِرتُ بعيداً ، تتقاربْ 
لم تزل في صلةٍ بالقدمِ الهاربِ ،
إنِّى  .. لمُلاقاتِكَ أقربْ 
رُبَّما سِرْتَ على دربٍ مَقيتٍ ،
رُبَّما دَرْبي ، إلى نفسِكَ أَرغبْ 
من يريدُ العيشَ ، يرْضَى بقليلٍ ،
فإذا ما زاد عن حاجته ،
يشقَى ، ويتعبْ 
لا تخَفْ إن خَانَكَ الحَظُّ مراراً ،
ربما في صُبحِكَ الآتِي  ،تُلبيِّ ، كلَّ مأربْ 
إنما العاجزُ ، من يبدأُ بالَّلومِ ،وينسى،
أنَّ من عاتبَ، يُعتبْ 
من رأى في نفسهِ عيباً ،
فقد أوشكَ أنْ يَرْقَى الى مجدٍ ،
وأن يُصبحَ أصلبْ 
حيثُ أنَّ الحرصَ ، همٌّ وبلاءٌ ،
يدفعُ النفْسَ،
لتُبدِي ، ألفَ مَطْلبْ 
ليس يُشْرَى المجدُ بالمَالِ ،ولكن،
كلُّ مجدٍ ، شَادَهُ، علمٌ ،
وإصرارٌ ،ومذهبْ 
هل تَرَى ذِّكراً لذي مالٍ توارىَ ،
بينما العالِمُ حيٌّ بيننا ،
يلهو ، ويلعبْ 
لا يَرَى الجاهلُ إلاَّ نفسهُ،
والناسُ،أعداءٌ،
ومَا يشغلهُ ، زادٌ، ومشربْ 
وهوانُ النَّفْسِ، فقرٌ ،
ورضا النَّفْسِ غِنىً ،
والرَّجُلُ الواثقُ، من يَعرِفُ ماذا يتنكّبْ 
وحياةُ الجَهْلِ، والعِلْمِ، نقيضٌ ،
مثلما الظُّلمَةِ والنُّورِ ،على أبسطِ كوكبْ 
وقِرًانُ المالِ والعلمِ، غريبٌ ،
وقِرَانُ الجَهْلِ، والثروةِ ،أغربْ 
غيرَ أنَّ الفَطِنَ الحاذقَ ،
مَنْ يَطمَحُ للمجدِ ،
ومن يُحْرِزُ فوزاً كاسِحاً ،
في كلِّ ملعبْ 


حرف الجيم
في أول الرّكبِ أرتمى جملٌ ،
ومـدّدَ رأسهُ ،
جَنَتِ الرِّمَالُ عليهِ ، في وادي تهامةْ.
جَهلٌ تربَّص بالنواةِ ، وعُصْبةٌ ،
تخشى بُزوغ الجُلَّنار من الغـمامةْ .
وجهٌ تُحاضنُه الأماني ،
عاد يطوي شوقهُ … غُصنًا يرفرفُ ،
فوق أجنحة الحمامةْ .
جآءت وفود الحبِّ،
تطوي نجمةً، في الجوفِ
تبني للغد الأسْنَى مَقَامَهْ.
قالوا أتينا من جوارحنا ، نُغربِلُ همَّنا ،
ونغوصُ في لَهَبِ الحياةَ ،
ونحملُ الشَّعثَ البرئَ إلى السلامة .
ونُعِيدُ جَدْوَلةَ الحياة ، وفهرس الأيام ،
مبدؤنا ،اللياقةِ ، والصرامة .
جَلَدُ الجبالِ نحطَّهُ حدّاً لجَدْبٍ ،
نفتحُ الأفق الملبّدَ ، مدرباً للغيثِ ،
شمساً للدخول إلى الكرامةْ .
ونَرُدُّ هرولة الجموع ، إلى الطريق ،
نخطُّ درباً واحداً للمجدِ ،
نحو الإبتسامةْ .
نحنُ القوى والبأس ،
كل الأمرِ يخطو نحونا ،
والمجد يدنو كي يُسلمنا زمامهْ .
مَرْكومُنا مُستحوذٌ ، حتماً سيشتعـل الركامُ ،
ويمَّحي وجه القتامة .
ونصونُ حُكم الشعب ، مهما حاول الأذناب ،
مَهما أنكر الفرد الذي فقد الوثوق ،
وشلَّهُ عَسْفُ الإمَامةْ .
باركتُهمْ،وكتبتُ إسمي في نواصيهمْ،
وضعتُ يدي بأيديهم،
لنَبْنِي سُـلَّمًا للمجدِ،
شرطــاً  للزعامة.
ومنحتهمْ قلبي، سكبتُ دمي،
ليجري في سوا قيهمْ،
إلـــى يومِ القيامة.


غنــائية

يا شبيهَ البـــدرِ، والبـدرُ عَـلَى
خدِّك البـاهِــي قليـل الـوهَـجِ
بِـكَ طَابَ العيشُ والعُمــر صَـفا
واسـتقام الدّهـرُ لِـي من عِـوَج ِ
فلعينـيكَ أُصـــــلّي كلَّمـــا
طَـلَّ إصـباحُ الجبـينِ البَــلَـجِ
غـنِّ للحُبِّ وزدنــــي جَــذَلا
وارسِلِ الراحَ بكـاسي  وامــزجِ
غـنِّ وجـهاً سـبئياً فَـرحَـــا
يتحـلَّى برمـوشِ  الـــدّ عَـجِ.
أحْـَورُ المقـلةِ مـوزُون الخُطـى
يتثنـَّى عُــــودُهُ بــِا لغَـنَجِ.
شـاقـةُ الوجـدُ إلينـا فــأتـى
دونما  خـوفٍ بــه أو حَــرَج ِ.
إسقنيهـا مــن أبا ريق الرِّضَـا
واطْـفِ نـاراً علِقتْ  بالمُـهـج ِ.
إنمــا يُختلـسُ الأُنــسُ   ولا
يبخـلُ اللهُ بِحُسْـنِ المَخْـــرَج ِ.


حرف الحاء

1 - صـوت الحاء

حزَّ في حافةِ سقفٍ أجْردٍ ،
حرفٌ بحنجرةِ المُغنيِّ ينطحُ .
وخطيبُنا  جَفَّ الكـلامُ بحلقِهِ ،
وأمام كل عبارةٍ يتنحنـحُ
وتحشْرَجَتْ نبراتُهُ في بحَّـةٍ ،
حجـرٌ على حجـرٍ مَضَى يتزحـزحُ .
فأتى فحيـحاً خارجاً ، من لَحـدهِ ،
وطحـين طاحـونٍ بحـلقٍ يَجرحُ .
حرفُ النُّباحِ يَعُـودُ في حرفِ السُعالِ ،
بصـدرِ كُل مُدخِّـنٍ يتكحـكحُ .
ما حـلَّ في إسمِ الحَبيب لأنـهُ حُـلوٌ ،
ولكن للحبيبِ جــوارحُ .

2-صـورة

أَلمِي ، ..جُنحُ غـرابٍ ، فوق رأسـي يَـمْرحُ.
قـلمي ، حُفـنُ ترابٍ  ،  من جـداري ينسِـحُ.
وَدمِي قوسُ زنــادٍ    ، في وريــدي يقــدحُ .
وَطـنِي ضمَّد أوراقـاً ..، جـــراحاً … يفتحُ .

3-ظـل ( لوحات )

ذلك الرُّمحُ الذي أوقـدَ رفضاً، وارتَمَى ،
فانتفضتْ مقبرةٌ تنتطحُ .
يلفظ ُالنَّفْسَ، وخلفَ الباب يحتـدُّ بعيرٌ ببعيرٍ ،
حجرٌ في حجر ٍ ينقدحُ .
غاَبة ٌ، وافتَرَستْ حارِسَها ،
أورَاقـُها، أظفارُها ،
تغزو بها ، تفتتحُ .
عَطَشٌ ، سارَ جِراحاً ،
وضُحىً ، فوق سرابٍ يكدحُ.
جَبَلٌ ، واحترقت أعشابُهُ ، أحجارُهُ ،
تلمعُ في ليلِ عُيونٍ تنبُحُ .
حائطٌٌ يهوِيِ، وأحجارُ التآكلِ،
رممّت أشكالَها,وانطلقتْ، ألسنةًً تقترحُ.
ورمادٌ بشريٌ صلِفٌ ،
شَارَ على الناسِ، اركضوا ، فانبطَحُوا.
ما الذي تفعلهُ، إن كنتَ ذا حسٍّ رفيعٍ ،
والمغنىِّ ، وقِـح ُ 
ما الذي تأمُلُ، إنْ كانَ طريق العيشِ، ذلٌّ،
ورفيقُ الدربِ، وغدٌ، بَجِحُ 
هذهِ الأوثانُ طالتْ,واستطالتْ،
رمّمتْ أشكالَهَا ، وانصرفت تصْطَلِحُ
شحذت أطرافها ،وانتحلت أوصافها،
وانطلقت ألسـنةً تقترحُ .
كَّفةٌ تصْفعُ ، يَبِني خِنْجَرٌ أحلامَهُ الكبرى ،
وأفواهٌ وأقلامٌ ،أتت تمتَدِحُ .
جآءتِ الفئرانُ بالفخِّ ،
وصاغتْ حافراً ، في قدمٍ لا يجمَحُ .
نجمةُ الأكتافِ سَالتْ ، وتدَّلتْ ،
بلسانٍ حجريٍّ يشطحُ .
حصرَتْ زاويةُ العين ، سَوَداً ، حَوَلاً ،
في عُملةٍ كالحةٍ لا تربحُ
فمتى ينتقضُ الجرحُ ، متى تنصهرُ الأسنانُ،
في المشطِ،
وتمضي حَرْبَةً تكتسحُ .
ومتى يغتسل الحُلمُ بماء الوردِ ،
يأتي قمرَ الحُـبَّ .. ويهوي ،
وارداً في الماءِ،
… يلهُو … يَسـبَحُ .؟؟



حرف الخاء



1-صوت الخاء

يخـرُجُ الخاء خُواراً  ،
وهُـلاماً عالقـاً في خنـدقٍ ،
خيشـومهُ اكتظ َّخناقا .
مثلما يُخفَقُ بيـضٌ في وعاءٍ
يمخُر الصوتَ،مخاطاً ،وبُصاقا.
هكذا، خرّب والينا،حياة الناس،
حتى فسدت أيامنا،
والكون، فيما حولنا ،  
اغتَـمَّ،  وضاقا.

2-صورة

يلتوي خُرطومهُ ،  نحو جبــينٍ ،
خـاف أن يسـقطَ في الأرض نِفـاقَـا .
دُرَّةٌ فـوقَ خـروفٍ نـاطِـقٍ ،
يشـرَحُ للناسِ جِناسـاً وطِبَاقـا .
ما عَلَى الَمَخبـولِ ، لو خـَّرب أرضــاً ،
نسـجَت في فمِهِ الماضي وثـاقا .
ما على من ألهبتْ أقـدامه النــيرانُ ،
لو صـلَّى بأرض الثــلجِِ ،
مجَّــدها طــريقا .
ما على المقتولِ،
لو قام ينادي:

لم يزلْ بيني، وهذا القاتل، المظلوم،؟

عهداً واتفاقاً,
ما علَى قومٍ تخلُّوا ، أذعنُوا،
أن يدفنوا أحلامهم ،
أو يشربوا كأساً من الذلِّ دهاقاً,
كيف تبني ثقةً ،
في بلدٍ يلتحفُ الظُّلمَ ،
ويزدادُ عناداً ونفاقا 
كيف تحذو حذْوَ من سار إلى النَّجمِ ،
ولمَّا ، لم تَزلْ، تعقدُ بينَ العقلِ والنقلِ .. وفاقا 
لم يزل حرفُكَ مشبوكٌ ، إلى ألْسِنَة الماضي ،
فهلا َّ،كان للحاضرِ ، في زَعْمِكَ ، طَعْماً ومذاقاً ؟؟
عنــدما يحترقُ الصـبحُ ،
فلا جُنحَ على الليلِ ،إذا انشقَّ انشقاقا .
وإذا مات الضُـحَى ، ليس عجيبـاً ،
أن ترى البُـومَ، عِنـاقاً والتصـاقا .

3-إضـاءة

سَـجدةٌ فـوقَ جبين الخاشعِ .
طَـوقُ خلخـالٍ .. بِرِجْـلِ الجائعِ.
خِرقةٌ مثقُوبةٌ ،
تاجُ كِفـاح ٍ ،بجبينِ الزارع ِ .
أيها المُحتارُ ..
هل ترقُبُ وعـداً، في سَـمَاءِ الطامِع ؟؟
إنَّما العَيشُ انقضَاضٌ ، فوق صدرِ الأرضِ ،
غزوٌ ، في عُيُون المانعِ .
لن تُجَاريني بأهدابٍ مِلاح ٍ ،
لن تواكِبْنِي، بخدٍّ ناصِعِ.ِ
كبرياءُ النفسِ، أبنيها بكدٍّ وكفاحٍ ،
لا بِصَبرِ المُسْتَكِينِ القانع .
وطَنِي في باطن الكفِّ ، ومَجدي ساعدٌ ،
كالشَّجر الطالعِ ، كالجذعِ القويمِ الفارع ِ .
خُلُقِي في حَبةٍ من عَرَقٍ ، تُرسِلُ أخرى ،
في ضبابٍ صاعدٍ ، من زفرات الزَّارِع .
فَرَحِي، في بسمةِ الطفلِ، التي تزرعُ نَجْمِي ،
عِندَ حُسنِ الطَّالِعِ .
حُلُمي أن يستقيمَ الناسُ، والحُكَّامُ ،
في رأيٍ وحيدٍ، قاطعِ,
وبأن يَصمُتَ فينا كلُّ ثرثارٍ ،
ويبقىَ صاحبُ القولِ، الصريحِ النافعِ 
وبأن نَرْسِمَ للقادمِ وجهاً،
ونعينُ الفجْر،َ أنْ يفتحَ درباً،
للشبابِ الضائع.
وبأن ينْصَهرَ الأعرابُ ، مهما اختلفوا ،
في موقفٍ صلبٍ منيعٍ ، رادع 
أ ملي أنقشهُ، في كفَّةِ النجمِ
وحُلمي، حُلم أبائي , ونبضُ الشارعِ
هدفي سيطرةُ الحقِّ على الوَهْمِ,
نزولَ المنْهَجِ الـدِّيني ،...
لأرضِ الواقعِ


حرف الدال-والذال
مرثية الزميل د/ أحمد عبد العزيزالقباطي- تزامنا مع هذا النص

جـدولٌ مـات بوادي عِشـقه ،
وبكتْ مِئـذنةٌ يـومَ السَّـفرْ .
أُفُـقٌ غـابَ، ونجـمٌ ضـاء في العتمةِ ،
يوماً واندثــرْ .
ربَّـما قد كان سـيفاً فالتـوى ،
ربـَّما قـدْ كان رُمحـاً فانكسـرْ .
وهبَ الحياةَ ثبـوتها ،
وحيـاتهُ كـرٌٌّ وفَـرّ .
ركبَ الجميعُ سـفينةً ،
ومضى يغـوصُ بـلا حـذرْ
جعَـلَ الحُظـوظَ مـواهباً ،
والابتــلاءُ من القَــدَرْ .
هـو ما بقَى من دلْـوِ ماءٍ ،
حطَّمتهُ يــدُ الحَـجــر.

ما إن تَكامَـلَ ضـوءُهُ، حتى انطفا ،
وهـوَتْ منـارةُ عـلمهِ عند البُكَـرْ .
ما إن تبسَّمتِ القـلوبُ ،
تنصَّـل الوعـدُ الجميْــلُ ،
وجَـلجَلَ النـبأُ الذي لا يُنتظــرْ .
رُزءٌ يحُـطُّ من السـماءِ .. ومِخـلبٌ ،
لا يُبـقِ من أمـلِ النفُوسِ ولا يـذرْ .
مـاتّ الذي للموتِ شـمَّر سـاعداً ،
وأطــاحَ بالمرضِ العُضـالِ وبالخطَرْ .
وأعــاد للطفلِ الجريحِ ضياءَ بسمتِهِ ،
وفرحتهِ وأحـلامَ الصِّغــرْ .
هو غـيمةٌ رحلتْ تنـوءُ بمائها ،
وسَحَــابةٌ رجـعتْ إلى بحْـر القـدرْ .
عن أُمَّــةٍ دأبتْ على تَرْكِ العظيمِ ،
وفِعْــلِهِ هـدَراً لغـائِلةِ القَــدرْ
لكَ يا شهيدَ الواجبِ الوطنيِّ مرثيتي ،
بـكائي .. ما بقــلبي مِن كــدرْ .
قَتـَلتْكَ آمـالُ البلادِ ، طُموحَـهَا ،
قتـلتك لهفتها وأحــلامَ الظَّفـَـرْ .
كُنتَ الحيــاةَ وكُنتَ أجْمـل وجـهها
وبك اسـتطعنا أن نصُـدَّ بها الضـرر .
من ذا يُخلد فعل هذا الراحلِ الميمون ،
أو حتى ، يُردِّدُ ما شَـعَرْ .
ويُسَجِّـلَ اللحظاتِ يُشـعِلُها حماساً ،
في مجالسـنا ويسموُ بالفِــكَرْ .

بـلدٌ تناثر والوُعـودُ تمـزقتْ ،
وتثآءب الأمسُ المُعَشعِشُ في الصُّـوَرْ.
عِيسٌ مَضَتْ معصـوبةُ العينـينِ ،
موكِبُـها سـيوفٌ والطريقُ هو الحُفَـر.
فـزعٌ يفُوحُ من السُّؤالِ ، عصاً يُشَقُّ ،
من اختـلافٍ في النظـرْ .
هـربتْ ضِفافُ النفسِ غرباً والعُيُونُ ،
تعلَّقت تمّ الركُونُ بلا تَوَخٍّ أو حــذرْ .
مَعْــزُوفةٌ مسـنونةٌ نغماتُهـا ،
تجـري مُبعْـثرةً على رُغمِ الوتــرْ.
من للجَفــافِ .. يصُـوغُـهُ تـبْراً،
ومن للمـاءِ ينظمهُ دُرَرْ .
من للهُموم يّـذيبُهَا في بوتقِ الإبـْداعِ ،
والخطواتِ يوقدُها شـرَرْ .
من للجـمالِ، يُعيدُهُ ملِكاً ويمسَحُ وجههُ ،
الباكي بمـنديلِ القــمر .
من للطّفولةِ، يبْنِ من أحـلامها شجراً ،
ويجعلُ من ضمائرها مفاتيح المطـرْ .
من للمصير، يخُطُّه في هالةٍ كالشمسِ ،
والخطواتِ يحفـرها قـدَر .
وعظـامُ هاتيك الحروف ،يشـدُّها للبعث ،
والكلمات يُرسـلُها نـهَر .
من لي بكلِّ عمائمِ التاريخِ ،
أنـثرُ طـَوْقَها ،
وعباءةُ الإحْبـاطِ أنزعُها ،
وأفـْرِشُها مَمَـرْ .
من للعلوم يقيمها ،في أرضنا،
صرحاً منيعاً،
في البوادي والحضر.
ويُزيحَ عن أبنائنا وجه الخَنَا،
ويصون أصحاب العقول من الخطر.؟

2- إضــاءة
كل شئٍ لا يُحـدُّ .
كل فعلٍ لا يُردُّ .
ها أنا ابتلعُ الظُّلمةَ ، من كل مساماتي ،
وهذي جمراتي ، بدمي … تسألُ ،
هلاّ مرّ بي ،ماءٌ وبرْدُ .
وَمْضة ُالضوء التي قد اُسكِنتْ في الجوفِ ،
بي ….  كم تسـتبدُّ .
في عِراكِ الصُبح أعصابيَ برقٌ ،
في سُكونِ الليل في قلبيَ رعـدُ .
إنني أحْيا على وعْـدٍ … ولا يأتي ..
متى يأتي .. ؟  لكي تصبحَ أحلاميَ ورْدُ .
كيف أبني الجَسَدَ الصَّاعد نحو الشمس ،
أقــدامي قُبــورٌ ،
وجذوري من حُطامي … تسـتمـدُّ .
عندما شمَّرتُ أبْـني ..  لم أكنْ أعلمُ من أين،
ولا كيف …  ولا كم بِيَ جَهْدُ .
هـذه الأرقامُ لُغـزٌ … كل أرقامِي بَنَاني ،
وبها كنتُ ولا زلتُ  أعُـدُّ .
ضَـاعتِ الموجةُ … غاصَ الزَّبَـدُ الهـانىءُ ،
في الدوامةِ الكبرى ، وتيارُ حماسي ،
ينطـوي في جـوف إعصـارٍ أشـدُّ .
شُـحنتي قد أُفرِغتْ ، والغضبُ الصاعدُ يخبُو ،
لُعبةُ الأوراق تطغَى … تستبدُّ .
أين ذاكَ الإندفاعُ، الهادرُ، الكاسحُ ، ؟
أين الشُّعلة ُالعملاقة ُالأولى . ؟
ومن للصفِّ يبنِي … أو يَهُـدُّ .
منجنيقُ الشِّعر … أقعَـى  ،
وربـاطُ الخيْـل …  أفعى ،
فبماذا أتأسَّى   وبماذا أسـتعدُّ .
فاحمـلوني .. أيها القـائمُ بالأمـر ،
ويا كـلَّ رفاقي ،
وَضَعُـونِي عندَ نبْعِِ الظُّلمَةِ الأولى ،
وسُــدُّوا …  !!

حرف الراء

1-صــورة

1ـ دارت لسانٌ ، حول محورها ،
دارت لساني حول محورك الجميل ورفرفت شفتي
كاجنحة الطيور
مُرفرفةً كأجنحةِ الطيورِ ِ.
رعشاتُ مروحةٍ تطاير لونُها … نغـماً  ،
بأروقةِ السـرورِِ .
خفقات اجنحتي اليك وخضة الجذل المزغرد
 ونشوتي وصدى شعوري
خفقاتُ أجنحة الفراشةِ ، خَضَّةُ الجذل ِالمُزغردِ ،
فوق أحداق الزهـور ِ
شوقي اليك كشوق ضامرة الغصون الى مجاورة
الغدير
معك التقيت الشمس صافحت الهوى والريح
واستأثرتُ بالبدر المنير
وقطفت ازهار الهوى من خدك الغض المثير
انا موجك الهادي سفينة حبك الملتاع في  اليم الخطير
أنا برك المشحون بالأطياب والأعناب والورد النضير
انا منحة هوجا وكنز غواية وانا المغامر في الهوى
وأنا الطريق أنا الرفيق الى
لي أن أرد لك الجميل وأزرع
طفل أنا نغم على
طِفلُ الحروفِ … يدقُ في وتر القلوب ،
ترنمي عند الشعور تدفقي
ترنُّماً عند الشعور ِ ،تدفقاً في اللاشُعُور ِ.
اصبحت بالنغم
ويُربربُ النَّغَم الرويِّ ، مُشبَّعاً طربَا ،
اجري ادور
يدورُ بنشوةٍ فوقَ السُّطورِ ِ.
بكلامها
دُررٌ تنقِّطُ في الكلامِ زخارفاً ،
ورنين روحِ ٍشاربٍ موجَ الأثيرِ ِ.
حرفُ النماءِ …  تدفقٌ في جدولِ الأيامِ،
رقرقة ٌ كألحان الغديرِ ِ .
دورانُ قدّ مليحةٍ نشوَى ،
رشاقة ُمِغزلٍ ،
رقصتْ على قدَمِِ الأميرةِ والأميرِ ِ.
لله قد مليحة

2-ظــل

يا حروفَ الجُملةِ الفصحى ، كفانا ما لقينا،
فاكتُمِي أخبارنا،
واستبعدي ما كانَ في الأمسِ المَرِيرِِ
لا تلومي عجزنا ، لا تشْمَتي ،
أَنَّا وضعْنا حُلمنا ،
في كفَّةِ اللصِّ الخطير ِ
قد أفقْنا، واستَعَدنا وعينا ،
عادتْ هويَّتنا ،
وعُدنا خلفَ قافلة النشور ِ
و رأينا وجْهَنا، في صفحةِ المرآةِ ،
ذُقْنا جَهلَنا ،
لا نسمعُ الآنَ، سِوى صوتِ الضمير 
يا طيور البسمة الأولى ، خذينا ،
صوبَ نجمِ الحِكمَةِ ،الأولى ،وطيري 
واغسِلي أفئدةَ القومِ بأحلامكِ ،
واروي فكرنا الضاميء ،بالماءِ النمير ِ
واجمعينا في صعيدٍ واحدٍ ،
ينبُع من أمجادنا الأولى ،
ومن وحيِ الخطابِ المُسْتنير 
لن يثورَ الصِّدقُ في أحلامِنا ،
إلا اذا سِرْنا جميعاً ،
ننشدُ الاخلاصَ والحبَّ ،
ونسعَى لرضا الرَّبِّ الشكور ِ
إنما أولادُنا، أكبادُنا ،
فيهمْ غرسْنا بِذرةَ الآمالِ ،
والحُلم الكبير ِ
فاجعلينا لشبابِ المَشْهدِ القادمِ، نبراساً ،
ورمزاً يحفظُ الإيمانَ ،
في قلبِ الصغير 
حرف الزاي

1-ظـل
ليتني أعرفُ ماذا ،
ما بأعماقي يحُـزُّ .
وطني يُحرقني … أم يستفزُّ . ؟
هل أنا أحدى جراحاتٍ بهِ ،
ليستْ تنــزُّ؟
كل شوطٍ … شارعٌ ينسـدُّ ،
وجـهٌ يشمئزُّ .
رحلتي أرقامُ حظٍّ،  حالفتني ،
قصَّتي في المنهجِ القادمِ لُغـزُ .
يا لهذا المنتدَى الغارقِ في الظلمةِ ،
يشكو محنة العقلِ ،
ويُرغي في الزوايا ،
بحديثٍ كلُّه غمزٌ ولَمْزُ 
ماالذي يُوقِدُ فينا جَذوةَ الإيمان ،
كي نجعلَ بينَ الحقِّ والباطلِ حداً ،
ولاخفاقاتنا الكبرى ،
معاييرٌ وفرزُ 
من لهذا الحاضر الآسنِ ،أن يدفعه للريح ،
من للوطن الجاثم في صدري يهزُّ 
لستُ محتاجاً، ِلمَن يكتب إسمي وشعاري ،
ليس لي في مُحدَثِ النعمةِ ، هذا ،
مثلٌ أعلَى ، ورمزُ 
لستُ محتاجاً، لمن يبني جداري ،
إنني أحتاجُ من يزرعُ في ذُلّـيَ (عِـزُُّ) .


2-صـورة

صائمٌ يزرعُ في الخيمةِ آمالاً ،
ولا يفطرُ في ليلتهِ .
نصفُ نونٍ … نصفُ زرِّ ،
ليس إلا شعرةً مُبيضةً ،
تنفرُ من لحيتهِ .
هذه النَّجْمةُ، عفريتٌ تدلّى ،
وثبة ًمُسرعة، في وقتهِ .
قـدرٌ مُنـزلقٌ من خيطهِ النازلِ ،
من ثُقبِ زمامٍ ،خَرم الأنفَ على ناقتهِ .
مِنجلٌ يشكو ضياعاً ،
ينحـني في ركـزةٍ ،خافت على إفـلاتهِ.
دورةٌ أعمارها ، أرباعها ،
ضمن فراغٍ ،
عائمٍ في صمتهِ .
شربَ العُمْر ذُبالٌ  ، مصَّ نُـوراً ،
وارتوى من زيتـهِ .
تائهٌ يبحث عن ظلٍ،ويلقَى ظـلَّه ،
يهربُ من قِبـلتهِ .
زلزلت حفلةُ زارٍ قولها،
شَجْـباً وتنديداً ،
ولم تقـوى على إسكاته ِ
هو زُنارٌ بصـدغ ِ الأرض ،
يأوي رُبعها في بيتهِ .
وزفـيرٌ وسُعـارٌ
يرغمُ الدنيا على إنصاتهِ .
جعَلَ الطاقيةَ السـوداءً باباً ،
حَرماً يُفضي إلى توقيتهِ .
طلَّ من بين سُطورِِ الدهرِ ِ،
عِرقاً أصفراً،
يَلْمعُ في حانوتهِ .
يُرضِعُ الأطفالَ حقداً وعناداً ،
يستقي من صمتهِ .
أسكنَ الأسفار والألواحَ سِرداباً عميقاً ،
وبها يعبُر في هجرتهِ .
عابرٌ فوق رؤوس الأنبياء … الآنَ ..
قد أوشكَ من بُغيتهِ .
حُلمهُ الأرضُ، وأن يغدو إلهاً مُطلقاً ،
يأكُلُ من جيفتهِ .
صاغَ للأجناسِ صكاً ،
فضَّلَ النبذَ على لاهوتهِ .
خدعة ٌ مسحورة ٌ،
تأوى بحفنِ الناس والحُكامِ ،
بوقٌ صامتٌ ،
يخرُجُ من فوهتهِ .
فعزاءً لك يا غصن سلامٍ ،
وعزاءً لك يا بيت حرامٍ ،
زحفَ السُمُّ إلى مهجتهِ .


حرف السين
 صورة

قفزت نبضة خوفٍ ،
طحنت أسنان سيفٍ ، وثبــةٌ في الغلــسِ 
قطعتْ آمال زحفٍ 
بَتَرتْ أحلامَ حرفٍ ،  دولة ٌمن عَسَــسِِ 
صُلبَ الحُلمُ صباحاً ،
ومضى الحدُّ جراحاً ، في رقـابِ الحَرَسِ 
مَسَحتْ أهدابَ سِلْمٍ ،
قتـلتْ أحلامَ قومٍٍ  ، وثبـاتُ الشَّــــرِسِ 
سَفَحَ العَسْفُ دماءً ،
ذهبَ الوعدُ هبـاءً
ركضتْ صاعقة ُالحقدِ 0بمجـــرَى النَفَسِ ،
وقفَ الذئبُ خطيباً ،
ظهر الأفقُ غريباً،
علِقَ الفجرُ، بأنيــابِ الــدمِ المفــتـــرس 
كُتبُ الرحلةِ خوفٌ ،
قلمُ التاريخ جوفٌ ، من نــزيفٍ يحتسي 
هجعَ الحبُ قتيلاً ،
سكنَ الصبرُ جميلاً ، تحت نعْـلِ الفَرَسِ 
ذُبحَ الحقُّ، خروفاً ،
قُـرِأَ السِّلمُ حروفاً ، في سطورِ الحَدَسِ 
أملُ الشرقِ، يبـابٌ ،
وفمُ السلطةِ، غـابٌ ، هـوسٌ في هـوسِ 

الدرب المخمس

حيرتي تقفزُ من عِلا تها ،
في خافقٍ ،
سار على درب مُخمسْ .
بصْمَتِي  وعيٌ خُماسيٌ ،
رحيلٌ في ازدواجٍ ،
عادَ قصداً في خيوطِ البدءِ ،
يحْبُـو ، يتلمَّسْ .
وبذاتي ينطوي سرٌّ قديمٌ ،
شُفرة ٌ مخزونة ٌ في  جُنحِ أطلسْ
نهضت ذاتي أمامي ، ضمن توقيتٍ غريبٍ ،
وعلى شكل زوايا ومرايا تتكدس .
قصَّ ريشي منكبُ الإعجاب ،
أخفى لوحـتي عُرفٌ وألقابٌ،
وأغراني طـريقٌ يتجـانسْ .
صِرتُ أطفـو  . . .
واستقامت قدمي من نغمةٍ ، لا تقرأ الأوتار ،
أخرى، غرقتْ في حُلم ألوانٍ عجيبٍ ،
جاء فأسٌ . . .  يبتُر الأقـدامَ ،
ألقاني إلى جُرح ٍ مُجبَّسْ .
كُلما حدّقتُ في المرآة بانت نجمة ٌ مكسورة ٌ ،
تهتزُ إشعاعاً غريباً ، يتفرَّس .
غرقت مركبتي في اليَـمِّ أعواماً ،
ببطن مويجةٍ كانت تنفَّـسْ.
جاورتني سقسقاتُ الماءِ ،
أصدافٌ بأعراسٍ ، طيورٌ فوق أقواسٍ ،
وهـزَّت لي ضبابي ،
عَلمتني ، كيف من نفسيَ أخطُو ،
كيف من وجهِيَ ألْبَسْ .
صار ثوبي خمسُ ألوانٍ ، غنائي يركبُ الدنياَ ،
وعقلي مثل نجمٍ يتقوسْ .
إنني أغبط نفسي ، أشكرُ التوقيتَ ،
ينقُلني كمفترقٍ ، لمفترقٍ ، أواكبُهُ ،
وأقرأُ منه في جدلٍ تلابَسْ .
يضحكُ اليومَ جراحاً ، لستُ أدري ،
أنه يوماً تملّى صوتَ إصغائي ،تحمّسْ .
عرفتْ ذاتيَ نبضي ، قرأتْ لوني وظلي ،
ألبستني كل أضلاعِ المخمسْ .
قد كسرتُ الآن ضلعاً ، . . . .
فوق ضلعٍ أعوج ٍ ، زدتُ اعوجاجاً ،
ضمدت جُرحي نجيماتٌ زغابٌ ،
لا تزال اليوم طلٌّ فوق نرجسْ .
من شظايا الضِّلع طارتْ ، ألفٌ .. . . بآءٌ
وعينٌ ، حاولت في لجّةِ الضاداتِ ،
أن تخلق نورسْ .
قال لي ضلعٌ كفاني ، أنني حاولتُ ،
يكفي أن قرصي قد تغمَّسْ .
وأنا الآن غريقٌ ،
في بريق الصمت ،
يحلو لي بسيماء التواليِ ،
همهماتِ الشارع القادمِ ،
أجْلو . . .   أتفرَّسْ.


موشح غنائي

واحـــة الطـرب
(موشـــح)
ما لك المـــلك أقِـــلْ عثرتنـا
واقض رجوانا وسدِّد قولنــا
وامحُ بلوانا ويسِّر أمرنــــا
    خذ بأيدينا وكلِّل سعينا  واملأ الروح بنور القبس
ياعظيمـــا لا يُجـــارى عِظما
يا كريمــاً ليس يألـــو كــرمـا
تُبْ علينا وارض عنا واحمنا
إغفر الذنب وأمحُ اللَّمَــمَا   وارحم الصالح فينا والمُسِي
وارشـد العــبد لمـــا ينفـــعهُ
واكفنا من شــر ما نصنــعهُ
واقض مــا أنت بنــا أهلٌ لهُ
لك أسلمنـا جميعـــا أمــــرنا   يا مــلاذ الخــائف المبتئس
فاضت الأشجان بالمنشغلِ
ودنى صوت الزمان الأولِ
الصبا ،والعمر في المقتبلِ
أيقظ الذكرى وأحلام الكرى  وزمان الوصـل بالأنــدلس
لاعجُ الشوق وسِحْر المُقلِ
وصبابــاتِ الزمـــان الأولِ
سلبت أيـــَّامهُ في عجـــــلِ
فانبرى من فوره في وجلِ   يُحصِ أيام الهوى المُنْدَرِسِ
لم يزلْ ينشرُ أحلامَ الكــرَى
يتبعُ الذكرى ويقفو الأثـــرَا
كيف ذاك الحُلم أمسى خبرَا
يكتفي من نظرةٍ فيما جرى   يكتفي من نظرةٍ في الفهرسِ
صادهُ السَّهمُ إذِ السَّهمُ رمَى
ناعسُ المقلة معسولُ الّلمَى
فـقضى من فـورهِ ثمَّ ارتمى
لم يكــــدْ يصرخُ إلا بعــدما   قطــع الســـهمُ حبالَ النَّــفَسِ
الصِّبا إن كان لابُدَّ الصِّبــا
يوقظ ُالروحَ ويُدني الأربا
لم يكدْ يُشرق إلا غربـــــا
لم يكن للشعر ذكـرٌ أو نبـا    مـا شكـونا حينهـا من تَعَـسِ
يارعا الله ظرُوفاً سنحتْ
وسقى أزمنةًً ما خطرتْ
سلبتْ أرواحنا وارتحلتْ
كيف وافتْ خِلسَةً وانصرفتْ مثل مُهـرٍ جامحٍٍ أو فَــرسِ
يالذكراها التي مابـَــرِحتْ
يا لذكرى كل أرضٍ وَطأتْ
ليتها تـــذكرُ ماذا صنعـتْ
ضحكتْ يوم التلا قي وبكَتْ    مثلما تبكي عيونُ النَّرجِسِ
عند وادٍ يرقصُ الكرْمُ بهِ
والسواقي تنثني في طَيِّهِ
وطيورُ الأيـْكِ في أفنانــهِ
ونديمٍٍ كان أحلى ما بــــهِ     أنه الأحْـلَى بــذاك المجلسِ
نصرفُ الهَمَّ بلحن الطربِ
ونبُثُّ الشوقَ بعـــدَ التَّعبِ
ثم نَغْشَى ساحلاً كالـذهبِ
شهبٌ ترقص فوق اللُّجُبِ    واحتفالٌ لحشـــودِ النَّوْرَسِ
بفؤادٍ ضــــامئٍٍ كا لشفــــقِ
وحنينٍٍ ذائب في الحــــــدَق
من سكون الشمس حتى الغسقِ
خفقاتٌ بصداها تلتــقي       وشفــاهٌ بشــفاهٍ تكـتسي
ونسيــمٌٍ عابـــقٌ في جَـــذلِ
يمزجُ الضَّوءَ بماءِ الجَدْولِ
نشوةٌ في ألَـقٍٍ مُخْضَـوْضِلِ
وبريقٌ عابقٌ في المُقَــــلِ   وفــؤادٌ ضاحـــكٌ كالجـرسِ
وغزالٍ حسنه لا يُــوصفُ
فاق في أوصافه ما نعرفُ
مايِسُ القدِّ وغصنٌ أهـيفُ
قمـــرٌ لكنه لا يكسفُ   نــاعم الخـــدٍّ لـــذيـذ الخَنَسِ
قد سباني طـرْفُهُ والحـَـــورُ
وحوى ما في فؤادي أضمرُ
وهْو من كنتُ لـــه أفـتقــــرُ
لست أدري ملكٌ أوبشـــرُ    فأنـا بين الهَـوى والهوسِ
رُبَّمــــا أعـــرض عني ونَبَا
ورنَى نحوي كما ترنو الظبَا
يبتليني رغبــــًا أم رهبـــــــَا
رشأٌ ٌلازال في شرخ الصِّبَا  خائفٌ من هَمْسةِ المُهتمسِ
يستفيقُ الزهرُ من وجنتهِ
والسَّنا يُشرقُ من طلعـتهِ
والشذى يَعْبُقُ من لفتَتِــهِ
كيف أشكو زمناً أنتَ بــهِ   راحة الروح ونِعْمَ المُؤنِسِ
يأنسُ القـلبُ لـه والنـــظرُ
وهْوعيني،ضؤها والبصرُ
كيف بي أعرف ماذا يشعرُ
يا بهيًّا  غار منهُ القمرُ   أنت ضوئي في الظلام الدامس
يا مليحًا حُسنهُ لا يُسـْـــأمُ
زاد بي العشقُ وزاد الألمُ
من رآني قال إني سـَـقـِمُ
أنت دائي في الهوى والبلسمُ  وملاذي في الشتاءِ القارسِ
يارشيقا مال من حيث دنـــَى
مثل غصن البان أوعود القنا
أنت لي كل الأمــــاني والمُنَى
ليس لي عنك وربي من غنى   صرتَ مني كالهوا للنّفَسِ
بــأبي أنت ، بــأمـي وأبــي
لا تُطِل هجري وما من سببِ
هل ترى ما حل بي من نصبِ
منتهى سؤلي وأقصى أربي   أن أرى وجهك حين الغلس
شفَّني الوجد الذي قد شـــفَّكا
أرسل الدمع فأســـــلو بالبكا
عشيت عيني وعقلي ما زكا
علّني أنسى الجوى أوعلّكا  كنت مثلي في الجوى منغمس
يا قسيّ القلب ما أصبركا
ياعصيا ليس يخشى دركا
نفـدَ الصبر بقلبي وشكـى
كيف أشكوك وأنت المشتكى   وإلى من فى الهوى ألتمس
كــم تودَّدتُ وكلي أمــــلُ
ودهتني من صدودي عِلَلُ
بين عقلي والهوى مرتحلُ
أبهذا، أم بـــذا أنشغـــــلُ؟   لم يكد يبرح عني هاجسي
يا لصحبٍ مكروا وارتهنوا
إذْ رأوها في ذراعي تسكنُ
حين توديعي لها ما فطنوا
أنّ قلبي سوف يبقى أبـدا    حــذِرًامن كل ذئبٍ شـــرس
يا لِخُودٍ نفـرت من سربهــا
رمقتني وارتمت من فورها
لم أعُدْ أذكـرُ من أفـزعهـــا
من رفاقي كان أو رُفقتها   يا لبؤس الحاسد المبتئس
يا لهول البُعـد ما أبقى لهـا
حلّـها تذكـــرُ أم ترحــالهـــا
فهْيَ لي كانت،وقد كنتُ لها
من تُرى يشرح ما بي وبها  ينطفي ظني ويخبو حدسي
حل ّبي نفس الذي حـــــلّ بها
من يُمنيـــني بهـــا أو مثــلها
وليقل ما شاء لي عن حسنها
عينهــا عيـني وقلـبي قلبهـــا  وهوانا صامتٌ كالأخرس
ياحبيبي أنت مثلي مدنفُ
أوغل الشوق به والشغـف
عند محراب الهوى نعتكف
هل تَرى نَقبَـلُ أو نستأنفُ  مــا تخلّى الله عـنا أو نَسِي
حيث أنا في الرزايا نصبرُ
وإلى خلف مدانا ننظـــــرُ
نعـلنُ الشوق ولا نستكبرُ
وإذا ما حلّ خطبٌ نصبرُ   لا نرى مندوحة في الهوس
عـــلَّ أيـــام الشقا تنقلبُ
يجلب الحظ لنا ما نرغبُ
قد يعود الأنس أو يقتربُ
إن تكن تعجبُ فيما العجبُ؟  رُبَّ سَعدٍ طالعٍ من نَحَسِ
وصلاة الله تغشى المصـــــطفى
وعلى العتـــرة أربـــــاب الوفــا
من لهم في القلب مكنون الصفا
وعلى الصحب جميعا وكفى ماتلى القرءآن صوت الدارس










حرف الشين

1-صورة
بعدما أغفت شجوني بسويعات سكوني،
ثـرثـرتْ شُـَّبابـةٌ، شاحبةٌ في غَبَشِ .
سَرَقَ الشِّينُ وشاحِي ، ومضَى فوق جناحي ،
ليس بالخاجِل أو بالمختشي 
عادَ يرمي شرراً، جاءَ يرنُو شزَرَاً ،
حاملاً بعض جمارٍ فوق وجهٍ عَكِشِ .
رافلٌ في عُجبهِ ،فرحٌ من نقْشهِ ،
حاملٌ تاج زعيمِ قُرشي .
صوتُهُ وشْوَشةٌ ، حرفُهُ شنشنةٌ،
يتمَارَى بِعُيونِ الدَّهَشِ .
ناطقٌ من فوره، طامعٌ في غيره،
يطلب المجد بسُحتِ وَرشِ.
هل غدا الشعر ،شعيرٌ،
وغدا الحرفُ، حصيرٌ،
أيُّ نُعْمَى، شاعري، تفترشِ.
كنتَ في شرخِ الصِّبا شحرورةً،
تُرسِل الآمي ،وأحلامي،
وتَـرْوي عطشي.
هل طغى الحِسُّ، على الإحساسِ،
أم غطَّى عل التغريد، صوتُ البُقشِ.؟
بُهِتَ الرَّملُ، على الشاطىءِ،
فالرَّملُ، حبيباتٌ،ثلاثٌ،
كلها صارتْ ،نصيبَ الحنش.ِ

2-تعليق

عادَ سيفُ النِّقمَةِ الأولى ،
وعادَ الظُّلمُ خسفاً ،
ورنين القيد، للخانع ،والمرتعش ِ  
تتوالى غيْبة ُالمفضولِ، والمعصومِ ،
تسري مِحْنةُ التأويل ،منذ  الغِبشِ 
كيفَ تبني أُمَّةَ الإسلامِ ،
إن سَادَ الرِّبى والسُّحتُ ،
والأحكامُ تأتي ،
من فقيهٍ مُرتشي ؟.

حرف الصاد
صورة:
صولجانٌ رأسهُ منتفخٌ ،
عاقصُ الذيل ، لأمر ٍ قد جناهْ .
صائم الجوفِ انطوى في سجدةٍ ،
حفرة ٌ في بابهِ دون مياهْ .
صرصرت أيامنا في قيدها ،
صنمٌ خطَّ لنا دربَ الحياة .
أيها الصرصور صبراً إنما ،
تضحكُ الآن بليلٍ لا تراه .
وغداً يأتي صباحي ساطعاً ،
قاذفاً صوتي صخوراً في الجِبَاه .
استطراد:
نصفُ قرنٍ ،
ودمانا مُرْسَلاتٌ ،
ومراعينا، صراعاتٌ، وقمْعٌ ،
وقيودٌ في الشفاه 
وقبورٌ جامعاتٌ، في ضواحينا ،
وأطفالٌ يتامَى ، وثكَالَى ،وطغاه 
نصفُ قرنٍ ،
ومأقينا جفونٌ مثقلاتٌ ،
ومقاهِي وتكايا ،
وحديثٌ ليس يبدو ، منتهاه 
فِكرنا، أقدرانا ، أعمارنا، طَقْسٌ تَوالى ،
وتفاهاتٌ نسمِّيها حياه 
شِعرنا، مدحٌ، وتقديسٌ ،
أغانينا شجونٌ،
ومواويلٌ، وأنَّـاةٌ ، وآه 
رَكْبُنا يمضِي ، ولا يمضي ،
ونخطو ثم لا نخطو ،
نربِّي ضعفنا ،
نسبحُ في الأوهامِ ، حتى في الصَّلاة 
نبتني جيشاً من الاعداءِ ،
نُذكي نخوة الشرقِ ،
ونُجُري غارة ً،نحوَ عدوًّ لا نراه 
نتغنىّ بالبطولات ،
نربِّي عِصمةَ الوالي ،
ونتلو قولهُ وحْياً ،
و ظلاً للإلهْ 
يومُنا ، خمرٌ ، وقاتٌ ،وحشيشٌ ،
وغدٌ ، للغيبِ ،إن حاقَ بِنا أمرٌ ،
سنُبدي ما نراه 
ليْلُنا وحشٌ ،غريزيٌّ، بهِيمٌ  ،
لا يرى في الليل إلا شوقَهُ، أو مُبتغاه 
دَرْبُنا دربُ الأيامَى ،وسبيلُ القانعينَ  ،
المُدْرِكينَ الموتَ، في كلِّ اتجاه 
جَارُنا ، نكلؤه بالحقد ،
نُؤذِي غيرنا ، نحتالُ ، نرْشُو ،
ثم ندعو .. يا إلهي ، لم يَعُد فينا ثُقاه 
يدخلُ الغَزو، إلى مَخدعِنا ،
والبعض فينا يألفُ الموتَ ،
ويأوي في جدار الصَّمتِ ،
ينسَى مِحنة الأوطان ، يرمِيها قفاه 
إخوتي، لا تنبُشوا الماضي ،
فللماضِي، رجوعٌ ،
ولأ رواح ِالذينَ استُشهِدوا فينا ،
حُضورٌ وانتباه 
هل تُرَى .. نبدأُ بالفعلِ ؟
وإن ثار اختلافٌ ،
فكلامُ اللهِ باقٍ ،
وحديثُ المصطفى، حيٌّ ،
بإجماعِ الرُّواه 



حرف الضاد

ضَميرَ العروبةِ ، يا موطِن الَفلْقـةِ، الأمّ ،
يا منبعَ القطرةِ الأوليهْ .
لكَ المجدُ ، ياحُضن كل النبؤاَتِ ،
يا غَضَبَ الرمّل ، في سَهرِ الكونِ،
يا أيها الصّيحةُ الأبدية .
لكَ الكبرياءُ المديدُ ،
على قِمَّـةِ الدهْرِ ،
يا زهرة الغرسةِ العبقريهْ .
لِتَبقى مدَى الدهرِ ،
يا ذلك الألقُ البِكرُ ،
يا أيها الهَيَدبُ الغضُّ ،
واللوحةُ السرمدية .
لَك الحدُّ والعمقُ ، والمدُّ والجزرُ ،
والدَّفـقَةُ الأُرْغُنيَّة .
تُعـشْعِشُ في الوعيِ نبضاً ،
وفي القلب فيضاً ،
وفي دمِنا النخوةَ الشاعريةْ .
تَخَلَّقْتَ فِيناَ من المعْدنِ الحُزنِ ،
والزّمنَ البُعدِ ،
لمْلَمتَ فينا الجذور ،
وسِرْتَ بنا مَوجةً عنبَّريةْ .
بقِدْر ِالتلاحُمِ فيكَ، مَضَينْا  ،
وكنتَ لنا أيُّها من هَوِيّه .
تَغَلْغَلْتَ فينا صَفَاَءً ،
مَدَائنَ عِشقٍ، سماواتِ حُلمٍ ،
تُرفرِفُ بالأحرفِ السُّنبليةْ ،
رَكبْتَ الحُروف كَتَاجِ اعتِزازٍ ،
وسَهَمْ ارتكازٍ ،
زرعتَ بها القامةَ السَّمْهَرية .
وجسَّدتَ فيها الشُّموخَ العَظِيمً ،
وكنت بها الأصلُ ،
والدوحَة الأمٌّ ، صُلبَ القضيّة .
إليكَ انتماءاَتِنا، وافتراقاتنا ،
ستظلُّ بنا الألقُ المكتسي بالوجوه ،
وعنقودَ صوتٍ . . .
يَرفُّ على الألْسُن اليَعْـرُبيّة 



حرف الطاء-والظاء



1-صـورة:
يكفي ضجيجاً يالغطْ ،
يا صوت طبلٍ ،
والصدى في الجانبين ِقد اختلطْ 
ويدان ِتقرعُهُ وتصْفَعُهُ ،
ولا يستاءُ قطْ 
يا سلَّةً مثقوبةً ،ياجـرَّةً مقلوبةًً ،
مُلئتْ عصيداً ،أو حجاراً ،أو زلط ْ
وتـدٌ على كيس ِالطَّحِينِ ،
يداهُ غارستان، في طرَفِ العجـين ،
وكلّ مظهره ،غلطْ 
متكوِّمٌ ، متكوِّرٌ ،
والبطنُ مخروم ٌ، بأطرافِ الأصابعِ ،
في الوسط ْ0
والحاجبان ِ، مثلّثان ِ، وأنفهُ، وتدٌ يغوصُ ،
بسحنةٍ تُبدِي السَّخطْ
يختالُ ، يمشي بالعِمَامةِ في غرورٍ ٍ،
والرداءُ منَ  الأسافل قد سقطْ 
في حِيرةْ ، لا زلتُ
كيف الإنتفاخُ الضَّخمُ ،
يأتي مثل مأمأة ِالقططْ 
ويظلُّ يشطحُ، في الخيالِ  ،
وفي التعالي والشططْ 
متمدِّحاً بركاتَ أيامٍ خوالٍ ،
ناقداً فشل َالبرامج ، والخططْ 
يهذي ويمشي في المنام ،
يخطُّ حرفاً أعوجاً ، وبلا نُقط ْ
ولكل شئ ٍلا يَعِي ،
يكفيك َتسمعُهُ ، وتنظرهُ ،
لتعرفهُ ، فقطْ.

2-صـورةوتعليق:

واقفٌ مُحدودِبٌ ،
ملَّ فراغاً وانتظاراً ،
ليدٍ ترفعهُ في مطرقةْ .
قدمٌ وارمةٌ في ظالمٍ ،
داسَ بأرضِ مُغـدقةْ .
ذلك ا لمسلوبٍ، هل يقلعَ أوتاداً ،
من الصَّدرِ . . .  ويمضي بثقةْ .
ذلك المعطوفٍ، هل يرفعُ رأساً ،
والعصا يرمي بجوفِ المحرقةْ .
مَالَها، أمْسَكتِ الأيامُ ؟
في الوقتِ الذي، أحوجُ ما نحْتاجُ،
إمطارَ يـدٍ محترقة .
هل تُداوينا، وهل تَرْأبُ صَدعاً ،
هذه الحيطان ُ. . .  تبنيها أيادٍ مشفقةْ .
هل كبَت كوكبةُ الأحلام ،
والتذَّتْ بعـيشِ الشَّرْنَقةُ ؟
هل أتى، عهدُ انقراضِ الألسُنِ ،
المِقدامةِ المعتنقة .  ؟
كيف ماتتْ ؟  في سبيل المنِّ   ؟
قد قُصَّتْ بنانٌ مورقةْ .
في سبيل المنّ ، قد شاءت  ،
نزيفَ النـُّورِ ِ،
واختارتْ لساناً مُشْرقهْ .
قربةٌ يرضَعُها حامِلهَا ،
وسِـنامٌ ، نَهَشـتْهُ العُصبة ُالمُتَّفقةْ .
مُهجٌ ، تُشعِـلُ حرفاً ،
ودمٌ ، يوقِدُ زحفاً ،
كيف تُعْطَى كعكـةُ النصرِ،ِ
إلى المرتزقةْ ؟
يندُبُ الذُّلُ خُطانا ،
يقرأُ الرّملُ عَزَانا ،
ودِمَانا ، جُمِعَتْ، في قَطرةٍ ،
تسبَحُ فيها ...عَلقة .


حرف العين-والغين

1-
وطنُ الشاعرِ
1-وطن الشاعرعينٌ،
تَحصُدُالحاضر،و الماضي ،
ولا تقتنــعُ.
وفمُ الدهشةِ غينٌ ،
فاغرٌ ، دهشتهُ مما جرى،
أو ما سيجري،
لم تزل  تتَّسعُ.
بكَ يا صقر الأعالي ،يا وطنــَّا،
من جنوب الأرض حتى شرقها،
من شمال الأرض، حتى غربها،
من كلِّ كُثبانة رملٍ،
داس فيها تُبـَّــعُ.
يا جناحاً خافقاً فوق جبال ،
فلَكُ الشمس بها يرتفعُ .

تحملُ الدنيا لإسهامكَ، دَينٌ،
وحقوقٌ،حان أن تُرتَجَعُ.              
حميـرٌ، أنتَ، وكهلان،      
معيــنٌ ، وسبـــا،
تنهضُ فيك الآن  ،
تلكَ الأذرعُ.
2-
يا بلادي ، وصباحُ العزّة القعسآءِ ،
من فوق ُرباها يسطعُ 0
من شماريخ ذُراها ، تستفيقُ البَسمة ُالأولى ،
وفجرُ الكونِ منها يطلعُ 
يا عروسَ الشمس ، يا حُضن المسآءِ،
 الهادئِ، الغَـــافي ،
ويا حُسنَ المليحاتِ ، الصبايا أجمعُ 
لم تزل تشمخُ أمجادك ِ،في أعلى العُلى ،
الشمس أكليلٌ لهــا ،والبحرُ في أقدامها ،
يرجُو رضاها ، يركعُ 
ووشاحٌ مُذهبٌ ، يُرخٍىَ فَضِيْضَ المآءِ ،
في وجنتها اليُمنى ،
وموجُ، الأحمرِ، الصافي عليها بُرقعُ 
منبعُ الحكمةِ ، حِصنُ اليقظةِ الكبرى ،
ومضمارُ التــلاقي ،والفِنــاءُ الأوسعُ 
شاختِ الأرجآءُ ، فيما حولها ،
وجهُ صِباها،لم يزل ،في عنفـوانٍ يَمْـرَعُ 
بجناحيها ، بنَتْ للوحدةِ الكبرى مقاماً ،
في جبين الشمِس ،والشِّعرى إليهـــا ترجــعُ ،
يُسفِرُ الوجهُ اليمــانيُّ بها بدراً ،
ونورُ الفرحةِ القصـوى ،على كلِّ النواصي يلمعُ 
أرضُها، خيـــــرُ الأراضــي منـزلاً ،
وفصول العامِ، في روضتها،تجتمعُ.
لَيلُهــــا الأنْقى ، ضُحـــــاهـا، ألـقٌ ،
فًجْرُها الأسْنى ، سماهــــا، الأرفعُ 
مـــا ؤُها عــذبٌ ، ثــرَاها، ذهـــبٌ ،
روضها عطـــرٌ ، هــواهـا الأروعُ 
خــدّهـــا وردٌ ، شِفـاهــــا، عِــنـَبٌ ،
كُحلهـــا مِسْكٌ ، شــذاها، الأضوَعُ 
بلدةٌّ باركها اللهُ ،لنا خيــراً وفيــراً،
بُــوركَ العيشُ بهـــــا، والمهجــعُ.
                      
حرف الفـاء

صــورة:


1 -طافَ من فوقِ سماءٍ طائفُ ،
ينفثُ المشوار دربٌ ،
دار من أوّلـهِ ، ذيلٌ تمطَّى زاحفُ ،
ضاءهُ من خلفهِ، نَجْمٌ وحيدٌ .. راجفُ .
سابحٌ في ظلِّهِ ،
سيفٌ ينادي، ويلبِّيهِ سحابٌ ناشفُ ،
وسديمٌ خارجُ من قمرٍ ،
ساحَ وحيداً ،
دربهُ ليلٌ ، وأفْقٌ، نازفُ .
لم ينلْ في رحلةِ الإمساكِ قُوتاً ،
طعنةٌ غارتْ ، وجرحٌ جائفُ,
لولبٌ يُفلتُ من طيَّاتِهِ ،
يسحُبُهُ، صوتُ وليٍّ ،
ويناغيهِ, نـداءٌ هاتفُ .
رحلة ُالعُمرِ لهُ، في خطوةٍ ،
يرسمها في الغيبِ، سطرٌ واقفُ ،
هامة ُالتاريخِ، تهْوِي،
و التحدِّي ،
قامة ٌ تركعُ …  ذنبٌ خائفُ !!

ظــل:

2 - فوهةٌ خامدةٌ ، في رأس عطارٍ ،
بسوق السَّلفِ ،
جاء في دفٍّ عريضٍ ،
صوتُه أغوى إلى الرقص ،
فراغ الخلَفِ .
حَلْقة ،ٌ واعتزلتْ في رُكنهِ .
حول عمودٍ حجريٍ .  صلِف.
عاكفٌ يقبع في الخلوةِ ،
 يقتاتُ، بترغيبٍ، وترهيبٍ،
ويُومِي بيدِ المرتجفِ .
يلعقُ النصَّ، بأطرافِ لسانٍ ،
ويمطُّ الحرفَ، في المنتصفِ .
يبلعُ اللقمةَ، بالحيلةِ،
والشرعُ ، خبايا ،
وزوايا، الفطِنِ، المحترفِ .
فَعَلَى أيامهِ الرضوانُ … 
والخسرانُ ..  للعـبدِ الذي، لا يقتفي ِ 
واقتفاء النَّقـْرَةِ الأولى، قمِينٌ بالمعالي ،
واقتناء الشَّرفِ .
لن تزِلَّ القدمُ اليُمنى ،
إذا سارتْ، كما أوصَى، رواة ُالصُّحفِ .
وإذا لم يبقَ، لا دينٌ، ولا دنيا ،
فيا نفسُ اشربي نَصّاً ،
ويا عينُ اذرفي .


حرف القاف
صــــورة
1-
منعوا القافَ ، بأن يمشي بخطٍ مستقيمٍ ،
دار قوساً ،
عادَ من حيث بدا ،
طوقٌ لقيدٍ ،
وجراحٌ تلتقي  
والتوَى، خوفاً على مفْصِلهِ ، كمَّاشة ً،
تقضمُ نصًّاً غارقاً ،
في الغسـقِ.
فيدورُالقمرُ الغارقُ ، في مخدعهِ ،
يضحكُ مشدوهاً، بحضنِ الأفقِ! .
كيف جاءَ الوَهْمُ، إنصافاً ،
و صار الجًوْرُ عدلاً ،  ؟  يا طقوسَ المَلَقِ .
من يغطِّي ذلك النِّصفُ، الذي لا زال عُرياناً ،
ولو بالخِرَقِ 
نَضِبَتْ قارورة ُالصَّبر ،
وفاقتْ أعينُ الأطفال ،
في أقدامِ ثديٍ، مُطفاءٍ ،
جائحة الشكوى، بدتْ سوأتُهَا ،
بعـد سقوط ِالورقِ  
2-
قـُبَّةٌٌ مقلوبةٌٌ ،
في قعرها، آياتُ قرآنٍ كريمٍ ،
جعلوها دكَّـة ً ،
ثمّ اعتلـوها ،
طبقاً، عن طبقِ .
قِبلة ٌ، تفتحُ بابَ الأفـْقِ، سدُّوها ،
وسدّوا منفذ الزحفِ …  أغلقوا كل ثقوبِ ،
النَّفـس ِالغاضبِ ،
كي تَرْوِي ، تدوِّي، غُنّة ُالمختنقِ .
تتنامى، ساحة ُالأقواسِ ،
وجهي، صار قوساً ،
كل قوس ٍ ،جعلوا في إسمهِ، المحراب ،
صار القوسُ جسراً ،
غارساً، في فقراتِ العُنقِ 
حينَ ولـَّيتُ بوجهي ،نحو بيت الله،
صوب  الجامع ِ،المرصوفِ ،
آيات، خُشوعٍٍ ، وهُنيهْات ِ، سلامٍٍ ،
خرجَ القوْم ُ، شظايا ،
مـِزَقاً ، في ِمزَقِ ِ
نزلتْ مائدةُ الكـلِّ، . . .
ولكن قَسَمُوها … احتطبوها ،
زرعوا أقدامها ، أعمدةً للفِرَقِ 
قـُسِم المجلسُ ،أرباعاً ،
وسبعين فريقًا، تمنحُ الشهرة والمالَ،
شيوخَ الطـُّرُقِ.
ثم جاءت فرقٌ ، تترَى ،
وصارت تشحذ ُالأسنانْ ،
ماذا قالت الأسنانُ ، في المشْطِ ،
وقد صارت نتوآتٍ وأنيابٍ  ، .. ؟
تخلـَّتْ . . . لم تَقلْ شيئاً ،
وضاعتْ، في ظـلامِ النَّـفَق ِ0
ولقد قالت أخيراً : يا أولي الألبابِ ، . .
ضُمُوا . . . سربلوا ،
والرمز ُيكفي، لافتراقِ الطُّرقِ 
طَمَسوا كلَّ بريقٍ ٍ،
في عيون ِالفطرةِ الصافيةِ الأولى ،
وخطُّـُّوا وطنَ الفتنةِ ، جُرحاً ،
بجبين ِالألقِ ِ
ما تبقىَّ ، حركاتٌ ، وطقوسٌ،
وقباقيبٌ ، وياليت خُطاها ،
هرْولت في نَسَقِ ِ


إضاءة:من جبل ق

حديث البسمة:

يا صديق الحرفِ،عُد بي راجعاً
للضفــةِ الأخرى،
أناجي قمراً،يضحك في الأفق،
ويُطريني ،ويتلو خبري.
إجعلِ البسمةَُ تزهو في خدودي،
وهي تسري ، في جبال النـور ،
تجلو،  زُرقةًً في السَّحَرِِ .
فهْيَ من يجعلُ أطرافي، فضاءً ،
رفرفاً ، خلفَ حدودِ الكــدَرِِ .
وهي كالنبعُ، الذي لولاهُ ، . . .
ما كان لشعري أثرٌ في الأثرِ.ِ.
إنها الدَّفقِ الذي لو ينتهي ،
كانت حياتي . . .
موجة ً,تلطِمُ وجهَ الصَّخَرِ .

حديث الأمنية:

تلك أحلامي أُناجيها .. لتُبدي ،
بعض مكنوناتها بالخبرِ.ِ
أنتَ والقلبُ الذي تحملُ،
عصفورٌ حزينٌ ،
تحت سقف المطر.ِ
أنتَ والشوق الذي يملأ أعماقكَ،
ينبوعٌ  دفيءٌ،
في شتاءٍ مقفر.ِ
ولقد تهناءُ بالعيش ،
إذا ُفُـزْتَ بأحلامك تزهو،
في نعيم النظرِِ.ِ
حسْبهُ القلبُ ،
بأن يهفو لقلبٍ عاشقٍ ،
يضحكُ مثلَ الزَّهَرِ .
وبأن يمنحكَ العُمرُ،
ولو قِسطاً، بسيطاً ،
من رفاهِ البشرِ ،
وكفاها غابرُ الأيام ِ،
أن تحظى بيومٍ ،
يلتقي فيه جمالُ العُمُرِ .

حديث البحر:

حين وافتنا ظروفٌ ، جمعتنا ،
ومَحوْنا صدأ الروح ِبماءٍ عَطِرِِ 
وزرعنا واحة َالقلبِ زهوراً،
وعصرنا شفة َالحُبِّ، رحيقاً .. سُكَّري 
هَجعت عاصفة ُالرُّوح ِ، رَكِبنا ،
لحياة ِالواجب المَعقُودِ .. جُـنح السَّفَرِِ
وغسلنا بمياه ِالبحر ِ،أقدامَ التمنِّي ،
ورأينا شفة َالبحر ِتلاقتْ ، بشفاه ِالقمرِِ
وفَرَشـْنا رَمْلة الشاطئِ منديلاً،
مزَجْنَا ، زَبَدَ البحرِ، بصوتِ الوتَرِ.
باحَ كلٌّ، بالذي خّباءهُ في القلب دهراً ،
والذي أضْمَرَهُ ، من سنوات ِالصِّغرِ ِ


حرف الكاف

ظـل

هيكلٌ مرتكزٌ ،
كومُ جفافٍ ،
حطبٌ، أشواكه تنتحرُ .
يركبُ ا للوحُ  على اللَّوحِ ،
بكهفٍ غائرٍ ٍ،
تسكنُ فيه الصُّورُ .
طيَّ مخطوطٍ سميكٍ، غاب صـبحٌ ،
وطوى القرطاس باغٍ ٍ. . . ثمّ فـاح الخبرُ .
دمعةُ حلْزَنَتِ الأيامَ، في الخـدِّ ،
وفي الكفِّ، مضت تنهمرُ .
دكّة الأيام كُرسيٌ كسيحٌ ، . . .
في المدى أضلاعُه تنكسرُ .
ما لأصحاب المعالي،والمقالي,
جرحهم لا يجْبُرُ؟
خذلونا سرقوا أعمارنا،
واغترفوا من دمنا ماقدروا.
هل عفى الدهر عليهم،
وعلى ما مَلَكُوا،وادخروا.؟
مسح التاريخ أعلاهم وأدناهم،
مشى الناس على أنقاضهم،
فاندثروا.!
صورة :

 غَمزَتْ سنارتي، في هَمزةٍ ،
لا زالتِ الآمالُ فيها تكبرُ .
سكنتْ دوامتي ،
مثل وريقاتٍ حنتْ مَنكِبَها  ،
لمَّا أتاها المطـرُ .
وإذا بي شاخِصُ في نظرةٍ ،
هذا الذي حولي . . .  لأجلي يكبرُ .
قد أتى الجَـدبُ، لكيْ نستوعبَ المعنى ،
لغصنٍ يُزهِـرُ.
ونما الغصنُ بتلك الروضة الغنا،
لكي نفصح للطير،وللغير، بماذا نشعرُ.
هذه الأفنان تمضي في عناقٍ،
وقريباً سنراها تثمرُ .

 

تعليق:  على أحداث 2011


هذه الأحداثُ ، هزّتنا جميعاً ،
أدخلتنا جُرُفاً تنحَدِرُ 
قسمتنا محنة السلطة أرباعاً،
كأنَّا ..وطنٌ ينفجرُ.
باتَ فينا صاحبُ القصر بكوخٍ ،
سعَفُ النخلِ به ينشطرُ 
كم فقيرٍ ٍ، عضّه الفقرُ سنيناً ،
صار يرجو وُدَّهُ ،
جارٌ غنيٌّ مُوسِرُ 
كان ميسور التلاقي بيننا منقطعٌ ،
بوركَ الخوفُ الذي وحّدنا ،والخطرُ 
كان ظنيِّ ، أن أضداداً ،
كما قال المعرِّي ،
يضحك اللّحدُ الذي يجمعهم ،والحفرُ 
فالتقينا في خبآءٍ دامسٍ ،
جَدثٌ، في جدثٍ ملتصقٌ ،
وعيونٌ في عيونٍ تنظرُ 
وخرجنا بعدها مثل أسودٍ ،
مثلما قال الزبيري ،
بنواصٍ شامخاتٍ ، وأنوفٍ تعفرُ 
فسخرنا من خشاشٍ، طالما فرّقنا ،
وعرفنا بعدها أنا جميعاً بَشَرُ 
فجزا الله مقاديراً ، إذا ما عَصَفتْ ،
لحِقَ الأكبرُ فينا ،
بأخيهِ، (الأصغرُ) 


حرف الــلام

صــورة      في ذكرى اغتيال زعيم يمني

أَلَـقٌ أطـلْ . .
هذا .. ويخطو نحوهُ،
وقْعٌ كئيبٌ لا يُملْ .
شِـدْقٌ تدلّى للسُّـؤالِ ،
وأذرعٌ تمتـدُّ ،
يسرى في أصابعها الخَبلْ .
قولٌ يصيرْ هو السلوكُ ،
هو النضالُ ،  هو العمل .
قدمٌ تزحزح بغتةً ، فهوت عليه عقاربٌ ،
من بعض أشباه الدول.
ذاك الذي فتح النهار بشاشةً ،
تكسو الوجوهَ ،
أقام ميزان العمل .
ما إن تلاقتْ حولهُ كل القلوبِ ،
تذكرتْ عادٌ أبـاها ،
واستبدّ بها الوجـلْ .
فتكتْ بساعدها الأصيلِ ،
وحطَّمت إكليلَ وجهٍ، قد تطلعَ في زُحـل .
طمست شهاباً ،جاء يكسـو الحرفَ ،
يوقـد في النفوس ضياءهُ زيتونةً،
ويفكُ طلسمة الأزل .
فترنح الأفقُ الفسيحُ ،
وخـرَّ وجهُ الأرضِ ، وانطفأ الأملْ .
ومشت على خفقاتهِ، تمحُو صداها ،
والحجارة أنكرت وجهَ الجبلْ  .
لما تحقَّقَ، كُلما قـد شآءت القُضبانُ ،
عادتُ نحو إخـمادِ الشُّعل .
خافت ذئابُ الحرفِ . . . تأتلفُ الفصولُ ،
وتعتلي شمسُ الأمل .
خافتْ صغيراً ، يكتب الأسماءَ ،
يهجو جملةَ الأحداثِ ،
يكتشفُ الحِيلْ .
خافت بأن يتعرَّفَ الفردُ الصّغِيرُ ،
مكانهُ ، وزمانهُ ،
خافتْ يُحلِّق في السماءِ،
مع الحمائم والحَجلْ .
هي ذي استراحتْ . . .
والصَّغيرُ بدا يُفكِّـرُ،
كيف تأتلفُ الذئابُ مع الحَمَلْ .
هي ذي استراحتْ ،
عندما طال المُقامُ بسارق الأحلامِ ،
يبني عزَّهُ ، ويقُصّ أجنحة القُـبَـلْ .
هي ذي اطمأنت، والجميع يلُوكُ ألسنة التوَسّلِِ ،
يسـتغـيثُ من الزلل .
وكأن أكثر ما يُخيفُ اللِّصَّ ،
ضوءٌ في المعاني ،
أو شُعاعٌ في الجُـمَلْ .
وكأن أكثر ما يخافُ الغولُ ،
أن يأتي ويرجعُ مرةً أخرى ،
من الشرقِ المثـَـلْ .
لكنهُ . . .  لا ضيرَ ،
فالآفاق قد فتحتْ مداركها ،
وأشرقَ في العُـقولِ الصّحوَ ،
واحتدم الجـدلْ .
 لا  ضـيرَ . .
فالأملُ التحوُّلُ ،
ليس إلا في المزيد من الرزايا ،
في المزيد من الشـَّلل .
لُمِّي رفاتكِ وانهضي ،
دُكّي ا لغرائز واستقيمي يا كُتل .
وبحكمةِ الشرقِِ العريقةِ ،
يخرجُ الوجهُ الجديدُ ،
حضارة ًأغنى ، وخالية العللْ .
طفلُ الحجارة ِ. . .
أولُ الطوفان . ..
فاختزِلِ الزمانَ . . . وقُم تهيَّـا ،
أنتَ . .   أنتَ . .  هُـو البطلْ .

مـرآة :

أوشكَ الطفلُ بإغلاق مَـدارٍ ،
راكبٍ خاصرة ً، في زُحـلِ .
فالتوى الحرفُ عصاً مقلوبةً ،
تمطِر سُخطـاً . . . بجبينِ الطـَّلَلِ .
تصفعُ الطِّفـلَ الذي،
لم يُكمل الدائرة الأولى ،
لوجهِ الأمـلِ .
تشـُبكُ الأفواه والأقلام ،
في سلسلةٍ ،
تقمعُ فـاَهَ الجدلِ .
فانطوى في مِحجَن الساحةِ قوساً ،
أعوجاً في غُمرةٍ لا تنجلي .
حسبـهُ أن ينـزوي في غابةِ الدهرِ ،
كذيلٍ يتدلى ، في جدار المللِ .

أُمةٌُ أمِّيةٌُ نَامتْ  . . .
تهُـدُّ البنية الأولى ،
وتدعوها لخيرِ العملِ . !
من كتاتيب السِّنين المـُرَّة الأولى ،
عرفنا . . .كيف قامتْ ،
أمّةٌٌ مشحونةٌٌ بالكسلِ.


حرف الميم

لهفةٌ تطفُو . . .
ويهوِي الحُزنُ شلالاً ،
ونهراً . . . من عـلوٍّ في فراغٍ يرتمي .
وتـرٌ يرتجُّ في الأعماقِ ،
صوتٌ مُبهمٌ ،
في غَّنةٍ مكظومةٍ بالألمِ .
أنـَّةٌ. . تعـبرُ جدرانَ مغاراتٍ ،
دويٌّ صاعدٌ يسألُ فجر القِدَمِ .

ما لعـيني غرقت في الندمِ  ؟
أرسلَتْ خيطاً جريحاً من دمي ،
ودَّعت آمال صُبحٍ ومضتْ
تتوارى في سراب العـدمِ ،
ما تريد النفسُ مني . .  ويحها ،
هل ترى واقعها في الحلمِ  ؟
تستقي من دمها أم أنها ،
تتمطَّي في هموم العالم ؟

لكِ يا نفسُ متاهاتي ، صراعاتي ، فذوقي ،
غربة ً تعكسُ زحف الأممِ .
ما علَى نفسي يكونُ الوجـدُ ،
بل وجدي على قومٍ تخلّو . . .
أذعنوا للألمِ
كيف تبني ثقةً في بلدٍ ،
يلتحف الظلم ، ويقتاتُ نفاقاً ،
ما عساه الصدقَ يُجدي ،
ذلكَ المنهزم ؟
كيف يأتي منهمُ الإنسانَ  ؟
بالتلقـيمِ . . ؟  بالتعـليمِ . .  ؟
ماذا تتوخَّى من صُراخِ القلمِ  ؟
كيف تسترجعُ ماضٍ،
وضع القيد على أفواهنا،
أرهبنا،حرَّك فينا، شهوةالمنتقمِ.
أنتَ واليومَ الذي تطلبهُ ، يا تُربَةِ الصَّبرِ ،
بوارٌ . . ويبابٌ ،
حجرٌ يرقبُ نجمَ الحُلُمِ .
صادحاً تحـُدو . .
بصوتٍ غير مرغوبٍ ، ولحنٍ غير مسكوبٍ ،
وحرفٍ مُبهمِ .

فانتفضْ . . . واستبق الوعد ،
وقل هيا معي ، سيري ، اتبعيني . . قدمي .
واستقيمي يا فروع الهدف الشائك ،
يا كلَّ جذور النفس ،
سيري حزمةً ،
تُرسلُ إشعاعً الهُدَى كالحِمَمِ .
واستقم يا أيها الجارُ ، إلى جنْبِي تقاربْ ،
نبتني قاعدة ً للهرمِ .
فإذا ما اقترب القلبُ من القلب ،
التقَى ساقٌ بساقٍ . . . نغمٌ في نغمِ .
أخرِج ِالفرحةََ من أوكارها ،
تكشفُ كنُهَ الأمل الغائبِ ،
سِرَّ الوطنِ المبتسمِ .
إنما تنفكُّ من كلِّ عُرَى الموتِ انتظاراً ،
بين جدران الأسى والسَّأمِ .
كُن قوياً مثل جُنح الريح . . . يأتي غضبةً ،
تنفض وجه السَّقَمِ .
وتكَّثفْ في سحاب الوطن  الواعد ،
وأرسلْ قطرةً في كف أخرى ،
نحو سيلِ العـرم .
كن جريئاً مثل موج البحرِ ،
يهوي ، فوق خدِّ الرَّملِ ، يَفْنَى ،
في بلوغ الحلمِ .
وتسلَّق نحو ذاك المقعد الأرفع في سُنبُلةٍ ،
تحمل زاد الوهج المزدحمِ .
وتشكَّل بذرةً تحمل سِراًّ ،
لغدٍ يولدْ حُراً ، هادماً للصَّنم.ِ
وإذا كنتَ تُربِّي شتلات المجدِ ،
فاطلع وردةً فوق جبينِ البُرعُم الملتزمِ .

أنت لا شَئ ،  سوى حريةٍ
تسكنُ فيها ،  تســتقيها ،
وبـها تسـتقِمِ .
لا تُباركها . . .
سوى في نجمةِ الصبحِ ، التي تقـْدحُ نوراً ،
فوقَّ صدرِ العَـلَمِ .



حرف النون

نون الحاجـب :

قيلَ نون الحاجبِ ،
يتدلى مثلُ قـُرطٍ ،
من سماء الراهبِ ،
ربما كان شعاراً ، لصلاة الغائبِ .
نظرتي تقـرأُ في التاريخ ،
أخبارَ نعـيم كاذبِ .
رحلتي تكشفُ أضواءَ صداقاتٍ ،
نَمتْ في جانبي .
قد تفيّأتُ رموشاً ،
تحت عين الواجب .
وسكنتُ الظلَ نوناً ،
تحت نهدٍ كاعبِ .

علمتني ورشةُ الأيام ،
أنْ اقتنِصَ الرغبةَ دوماً ،
من عيون الراغبِ 
وبأن ألتقط َالصِّدقَ ،
وإن كان ضئيلاً ،
من لسان ِالكاذبِ 
وبأن لا أنظرَ الناسَ بلونٍ فاقعٍ ،
أو أجمع الكلّ بنفس القالبِ 
وبأن لا أُرهِفَ السمعَ لنفسي دائماً ،
أو أجعل َالغثُّ من القول ِ،
كرأيٍ صائبِ 
وبأن أعرفَ، من دُوني ،
لأسمو، نحو من جاوزني قدراً ،
بعزمٍ واثبِ 
وبأن لا أصطفِي من ظـلّ يطريني ،
ويعطي رأيهُ في جانبي 
لا أبالي ما يقولون ،
ولا أسعى لذكرٍ يتلاشىَ ،
أو دويٍّ صاخبِ 
هدفي ،أن أنشرَ الضوءَ ،
وأن أدفعَ بالنفسِ ،
إلى منـزلة الروح ِ،
لأغفو، ناعمً البالِ ،
قـــريرَ الجانبِ 

نون الذكرى :

نمنماتٍ . . .
يرتدي طاووس أحلامي ،
وترصيعات نونٍ ،
وابتهاجٌ سوسني .
واختيالٌ باسمٌ ، يورقُ في القلبِ ،
وهمسٌ، ينتشي فوق شفاهِ الوسنِ .
يوشكُ النجمُ اقتراناً بهلالي ،
يا لَملْقاهُ ،
ويا شوقاَ . .  لطيب السكنِ .
ها أنا سُكَّرةٌ تهوي ،
بفنجانِ هوىً يشربُني .
ليتني أقدرُ أن ألوي جناحي ،
عائداً في رحلةَ الأيامِ ،
آهٍ . . .   ليـتني .
كوكباً ، كنتُ أنـا ،
قَصَّ تَـَمامي  ،
في انتصافِ الشهرِ ،
سـيفُ الزمنِ .
صرت أطفو،
واستقرت شفتي في نغمةٍ،
لا تقرأ الأوتار،
هـزَّت لي ضبابي،
ألبستني شجني.
إنها شمس  حياتي،
رجعت من غيهب الأفلاك،
كي تصحَبَني.
وجهها حلَّ بقلبي  قمراً،
لولاهُ، أمسيتُ مَحَاقاً،
غارقاً في الحزَنِ .
فتكاملتُ، مع الأيام ،
حتى صرتُ بدراً،
مشرقاً في عين من أبصرَني.
فسلاماً أيها الوجـهُ الذي غابَ ،
سلاماً ،يا وُرُوداً . . .
طَبَعَـتْ حُمرتها في الوجـنِ .

نون المهجر :

أيها الحرفُ الذي يفتحُ أشواقي ،
وأحزاني . . . ويا ثغـراً
لإقـلاع الجَوى المختزنِ .
أيها القطرةُ ، ذوبي في فـؤادي ،
واسكني قلبي ،اْغمِسيني، في مِدادي،
واكتبي الحرف الذي يشغـلني .
ما يمْمتُ الخطوة الأولى ، إلى أرض الهوى ،
إلا لأني معـدنُ الحبِّ ، القويِّ المَرِِنِِ .
ما بدأتُ الأحرفَ الأولى ، وردّدتُ الصدى ،
إلا لأن الحرفَ، قد يفهمُني .
ما دخلتُ الشِّعر من باب التأسِّي ، والضَّنى ،
إلا لأني ، حسرةٌ، ترسِمُ وجهَ اليمن ِ.
يا تباريح الهوى مُرِّي بأجفاني . . . سَلِيها ،
شفَّها ، الوجـدُ ، ؟
أم الأحـزان زادت وطـأةً … با لغَـَبنِ .
نَضَبَ الكأس أَمامي ، ونديمي ينطوي مقعـدهُ ،
يا أيـها الجدْبُ . . . ألا تمنحني ؟
بكَ صـبراً أيها الحرفُ الذي ،
يقطع أنفاس الهوى ،
يرجع نحوي قاصداً يقتـلني .
ما أنا إلا فـؤادٌ . . . ومـدادٌ ،
يتلظّى بالذي كان ،
ويومي إصبعاً ، نحو الذي لم يكن ِ .
وأداوي جُرحَ أيامٍ عجافٍ ، عشتُها ،
عاش بها صَحْبِي، جزافاً ،
قبلَ أن تبزُغ سِنُّ اللبنِ .
أقضمُ الحاضرَ من علاّتِهِ ،
أبحثُ عن عرقَ ضيائي ،
في ترابِ المنْجَم ِالمندفنِ .
راكضاً خلفَ جداري ،
باحثاً بين حطامي ، عن تقاطيعي ،
وعن بعـض جـذور الحَزنِ .
ها أنا أمرُقُ، من خلفِ ضباب المهجر الغائمِ ،
أصغي لرفيقي ،
وهو يبكي من بكاء السُفن .
صوتهُ المكظومُ في سمعي يدوِّي :
هانتِ الأحـزانُ . . .
ما دامت طريقاً لعبور اليمنِ .
ذلك الوجه الترابيُّ تلوَّى ،
شارداً في الأرضِ ، عصفوراً حزيناً ،
باحثاً عن فنَن ِ .
هُدهـدٌ، يرحلُ في سرب صقورٍ ،
يقطفُ الجرحَ ،
ويأوي في شقوق المحنِ .
ويخبيِّ سُـَّرةً عالقةً في بطن جـوعٍ ،
قعـُرها للمؤمن الممتحنِ .
لم يزل يملأ قعْـبَ الميتةِ الأولى ،
ويسقيها لباقي الدِّمنِ .
ويخـبِّي قلقاً من يومهِ الآتي ،
ويخشى سطوة المؤتمنِ .
هذه النعْـمة ُ أضغـاثٌ ، فُتـاتٌ ،
مـدّهَ نحـويَ، غـولٌ، طـامعٌ بالثمن ِ .
هذه الوقفـةُ تطوي ،
أذرُعَ الصّمتِ الـذي ،
يَسْـبِقُ ريـح  الفِـتَن .
قَـلَم الصِّـْدقُ ينادي ،
والدمُ المجهولُ يُومي بالأيادي ،
أيها القادم ُ. . . هل تسمعُـني ؟ ؟
خيمتي، ينكفئُ المصباحُ فيها ،
وصُفوفي دخلتْ في بعـضِها ،
ضمنَ صِراعِ السُّـننِ  .
لو تصدَّرْتُ ،لكنتُ الغـْزوَ في الأعماقِ ،
والنَّبعَ الذي يروي عِطاشَ الفِطَنِ .
لو تكاملتُ لأخرجتُ الرُّحى ،
تطحَنُ مركُومَ الصراعات - المَدامِى ،
كُلّها ، بالَمْطحنِ .
في كياني، يستشيطُ الغـضبُ الهادرُ ،
موجاً طالعاً ،
يقلبُ جُنحَ الزمنِ .
نجمتي تُرسلُ إشعاعاً قوياً ،
وهي تدنو قابَ قوسينِ ،
لتعـلوُ من خليجِ العـدنِ .
عـلّهُ ينتفضُ الجـرحُ ،
ويعـلو الطائرُ المغبـون خفَّاقاً ،
لكي يـتبعـني .
قالت الشمسُ التي تسْحَبُ ذيـلاً
 فوق أرضي :
كنتُ يومـاً ، طِفـلةً ،
في كفِّ من كان اسمهُ، ذو يـزن .

 نون العـناكب

تختارُ منْ . . . تسطُو بمنْ   ؟
كل الذين عرفتهم باعوك واقتسموا الثمن
كل الذين رفعتهم خذلوك ،أونهبوك،
أوتركوك تهذي، أوتُجَنْ.
باعوا الضمائرَ، أهرقوا مآءَ الحياءِ ،
و أطفاؤا ضوءَ الوجـنْ .
كلُ الذينَ زَرَعْتَهمْ، طالوا عليكَ ،
عواسجاًُ تجتثُّ سهلك والحزن .
فرشُوا طريقكَ بالفؤوسِ,وبالفلوس  ،
لتقتفيهم، أو تموت من الحزن.
بين الجوارح والقوارض والصقور.
طريدةً مكشوفة  ,وبلا ثمن.
فتح الـِّريالُ، متاهةَ الفئرانِ ،
أغرى كل فأر ٍبالسِّمن .
وعناكبُ الأكتافِ، مـدَّتْ بالحبالِ ،
وطـوّقتْ رأس الـوطنْ .
من يـركبُ الصـوت الجسـور ،
ومن يفجِّـرُ، كلما تركَ التخطِّي، والوهنْ .
هـذا السـكونُ، سحـابةُ المـوتى ،
وقــبرٌ للـزمن .
هذا التصنُّت، مشهدٌ للرعبِ ،
سـردابٌ، إلى بـاب الفتنْ .
من مات دون دياره  ,أوعرضه,
فهو الشهيد الممتحن.
ما عـاد ينفعُـكَ امتصاصٌ للنفور ،
ودولةٌ لا تؤتمن .
وحناجرٌ مذبوحةُ ثكلى ،
تعارضُ . . . أو توبِّخُ في العـلنْ .
فانبُشْ رمادَ الحقدِ، فجرِّ غضبة الأيام ،
حطِّم ، كلَّ أشكالِ الوثن .
حقُّ الجميع، ولن يزولَ، ولن ،
يمزقُه التكتُّلُ ، والتعصب .أو تضرّ به المحن .
فسواعد الخسفِ الكبيرِ قويةٌ ،
وقويةٌ نارُ الوطن.

 نون الفـرحـة



لكَ يا سبتمبرُ المجدِ، ولائي ،
ونشيدي ،وغِنائِي ،
وبإلهامكَ أخطو ، خطوة المتـزِّنِ 
وعلى لحنكَ ، تمضي ، شُعلة الأبناءِ ،
مـــرفوعاً لواهــا ،
في سمــاءِ المُدنِ 
فتباركتَ ، مدى الدهرِ، مجيداً ،
وجـديـداً ،
ولك العزَّةُ ، طولَ الزمنِ 
أنت يا مــايو، صباحي ،
أنت ، مصباحي ، وضــوئي ،
وطريقي لعبـور المحنِ 
بكَ ِ، أطفأتُ عنائي ،
وشقائـي، كلّما سـاورني من شجنِ
كنتَ من لحظة ِميلادكَ، صحواً ،
وامتــداداً ، زاحفاً ، فوق قرون الوسنِ 
تتنامى ، بأمانيكَ ، جُموعُ الفرح ِالغامرِ ِ،
موجـاً صاعـداً ، يغسِلُ وجهَ الحزَنِ 
وحدةٌ ، تطرقُ باب النجم ،
تصحو ،من ذرى صنعاء ،
تعلو من خليج العدنِ 
تـركـبُ البرقَ طريقاً ،
ترتقي في صهوة ِالنجم شهاباً ،
تتحدى، كبوات الوهــنِ 
تقطعُ الشـَّـوطَ بعزمٍ ،
تضبط ُالتاريخ للأمةِ ،
تمضي في السباق العَلني 
وهي تبني ، ثم تُلقي نظرةً ،
في كل مـا تبـِني ،
تُلبِّي ، هدفَ الحُرّ،ِ الشهيدِ، المؤمنِ 
ترسمُ الآمالَ ، وعداً مشرقاً ،
فوق بروجِ العزَّةِ القعساء ،
شمساً فوق هام اليمنِ 
تخبرُ الدنيا بأن ، الأرض ،
لا زالت بها أبطالها ،
ولتسألوا، من دكّ بالأمسِ ،
حصونَ الوثنِ.
إخوةٌ في الدين والمنشأ،والعرق،
أباةٌ،من قديم الزمن.
ننشد الحكمة والعدل،
الذي أسسه الأجداد في الماضي،
ولسنا من دعاة الفتن.
لن ينال الحاقد الفاسد من وحد تنا،
إنْ في عراكٍ،واحتكاكٍ،
بعميل من هنا ، أوبأجيرٍ وثني.
فهي فينا قدرٌ، ينبض في وجداننا،
قمرٌ يبزغ من أحلامنا،
سمةُ ٌمحفورةٌ في  الوجنِ.
سوف تمضي ،
ولها المستقبل الشامخ للأعلى ،
سـتمضي ،
موجةً ، كاسحةً ، لن تنثني ،




الواو

صورة
هوَ، قوسٌ يلتوي ،
ولـهٌ،  ولـَّى ، وحظٌّ ،ٌ يكتوى .
ولواءٌ فاتحٌ ، مـرَّ بصبحٍٍ  شتوي .
ولوَلَتْ أيامهُ، بعـد عناءٍ ،
يعصرُ الذهن، كمغصٍ كلوي .
دلفتْ أقدامهُ، ضمن قطيعٍ لـزجٍ ،
سـار بدربٍ غـروي .
سـفنُ الشـوقِ ِالتي أرسلها ،
تدخـل في كهف ِعريفٍ، بدَوِي .
شـفةُ الحـبِّ التي عاش بها ،
صــارتْ بطعمٍ قلوي .

2 -     إضـــاءة :

صـاحبي أفلتَ من حلقتهِ ،
 سـار نزولاً ،
ربما من قاعهِ ، في عرشهِ، قد يستوي .
ربما يمضي صعودا مثل حرف اللام،
أو قدْ ،  يلتوي.
هذه سـبَّابتي، تحـنُو على الإبهام ،
يا جــارَ هُمومي ،
لا تُلاقـيني لماذا ،  ولمــاذا تنـزوي؟ .
لا تـنَمْ في الذيــلِ ، في الرُّكبةِ ،      
 واشعِلْ أنجماً ،
عنـد صبــاحٍ ٍكــروي .
نحن في الهمِّ ســــواءٌ،
وإلى مرتبة العزّ كلانا ينضوي.
إنني أُشفق أن يَفْجأنا الدهر بغمٍّ،
وكلانا مُعرضٌ عن خلِّهِ ، أو منطوي.
أنا منكَ الشِّـعرُ . . يا هـذا … لمــاذا ؟
لا تكن حرفَ الرَّوي .
نحن كنا خمسُ واواتِ ،
نمتْ واشتبكت أذيالها ،
في فرحةٍ لا ترعوي .
هل نَعُـدْ، حُزمةَ وردٍ ،
حول جيـد القامة، الفاتـنةِ، الذكرى ،
عسـانا نرتوي   ؟

3 -   موشــح :

أيـَّها العـابرُ في أيـَّـامـهِ ،
خانكَ الوردُ سريعاً، فـذوَى .
أيها السادر في أحلامه،
يحصد البين ويقتات النوى.
أنت  كالباحث في أوهامه،
عن صفاءٍ،لا يجاريه الجوى.
لم ترَ البُغـيَة َ،من أبعادها ،
كُلما تعرفُ عينٌ، وهـوَى .
أملٌ غازلتهُ ، جرّبتـهُ ،
شَرِبَ العُـمرَ ، ولكن ما ارتوى .
وزرعتَ النـورَ، في نجمتهِ ،
دخـل النجـمُ غلافاً ، فهـوى .!
هل يكون الصدُّ عنوان وفاءٍ،؟
كيف يغدو العيش والموتُ سَوا؟.
إنما الدهرُ سجالٌ بين من،
شاء أن يحيا، ومن يهوى الثوى.
بين من يجأرُ من تُخمتهِ،
والذي يسهر في ليل الطوى.
فتأمَّل ، يارفيقي كيف للأحزانِ،
والأفراحِ، نفس المستوى.
إنَّ في العيش الذي نسلكهُ،
صفـةٌٌ تحملُ دآءً ،ودَوا.
ربما نأنسُ بالشيئ الذي نألفهُ،
الآنَ، وننسَى ما انطوى.
بعض ما ننشدُ،موجودٌ،.....
ولكن ، خارجِ المعهُــودِ،
أوفي المحتــوى.



الهاء

لوحــات :

عينُ قطِّ ، في ظـلامٍ ،
ومضةُ الخوفِ، رمَتْ من عينهِ .
لفـَّة ٌ ، في رأسِ هنـديٍّ ،
تلـَّوى، طرباً، في حَانهِ .
فُرصة ٌ تَرنو َلَهُ ،
ثعبانهُ، مُنسحبٌ من سجنهِ .
ضِحكةٌ، في قعـرِ بـئر ٍأجوفٍ ،
تفتحُ مصـراعاً على أسـنانهِ .
حدسٌ، في صـوت كلبٍ نابحٍ ،
يخشى على قطعـانه ِ.
ألـمٌ، فجَّـرَ تنهيداً ،  حَـزِيناً ،
كمـداً ،يصعـُد من أشجانهِ .

ظــل

في بلادي قَّـَّوسَ الشُّباكَ،
تخريمٌ جميلٌ ،
غارقٌ في لونهِ .
خلفه يقبعُ مبهوراً ، عَمَى الألوانِ ،
قاتـاً، ساهماً ، في خَـزْنهِ .
رئـةٌ واحـدةٌ ، مدخنةٌ ،
تبدوا فماً يشهقُ في ديوانهِ .
جـدلٌ، مُشتبِكٌ ،في نشـوةٍ ،
والنخوة ُالعُـظمَى، على فرسـانهِ .
خيطُ آمالٍ، على الأقدام يلوي ،
وشتاتٌ، دار في أكفانهِ .
ظهرتْ أحـداقهُ محروقةً ، بارزةً ،
سـقفاً على أجفـانهِ .
قد كساهُ العمرُ، شيباً،
في ربيـع ِالعمرِ، أوريعانه.ِ
هـل رأتْ عيناكَ شـيطاناً ،
مَريداً غارقاً في حــزنهِ؟



حرف الهمزة!
صورة :

 غَمزَتْ سنارتي، في هَمزةٍ ،
لا زالتِ الآمالُ فيها تكبرُ .
سكنتْ دوامتي ،
مثل وريقاتٍ حنتْ مَنكِبَها  ،
لمَّا أتاها المطـرُ .
وإذا بي شاخِصُ في نظرةٍ ،
هذا الذي حولي . . .  لأجلي يكبرُ .
قد أتى الجَـدبُ، لكيْ نستوعبَ المعنى ،
لِغُـصنٍ يُزهرُ .
هذه الأغصان تطغَى في اشتباكٍ ،
وقريباً سنراها تثمرُ .

ظـل
هذه عصفورةٌ حائرةٌ ،
تنفرُ من وجهِ الرتابةْ ،
تزرعُ الوقتَ نداءً ، وغناءً ، ودُعابةْ .
لحظة ً، في رأسِ حرفٍ ،
لحظة ً، خلفَ سماءٍ ،
ذبذباتٌ، في ثنيَّاتِِ الكتابةْ .
وإذا ما تعِبتْ، من لَهْوِها ،
تأوي إلى ظل صديقٍٍ، مُستطابهْ .
بين أسماكٍ، ترى في الرقص ِ،ميلاداً ،
وعيداً مستديماً ،
لا ترى معنىً لحزن ٍ،و كآبهْ .
لمعـانٌ بارقٌ ، يلوي جناحاً خاطفاً ،
يعـلنُ، تزويجَ سحابه .
هي مثلي، شـررٌ في بادئِ القولِ ،
سـؤالٌ ، فوقَ مقدور ِالإجابةْ .
وطنُ الرَّاحةِ ...،عُودٌ ،
ساجعٌ في نغمٍ ،
يُسكرُ عُنقودَ صَحابه .
وحفيفُ الغُصن يسري،
وطيور الأيْكِ تُصغي،
وحبيبٌ،جاءَ، يختالُ، صبابة.
وحديثٌ دافئ المعنى،
وهمسٌ، فيه يُفضي الروحُ،
للروحٍ رِغَـابَهْ.
كم تمنيتُ بأني همزة الوصلِ،
نقاءً، والتقاءً،
ونُهيراً ينثني، في قلبِ غابة.
و بأني في الهوى ،
جٌملةَ عطفٍ،
تمنحُ  العاشقَ ، سحراً،
وبريقـًا ، ومهابة.
لن تموتَ الهمزةُ، الفرحَى ،
ولن تقضي تراتيلاً،
على إيقاع فنٍّ  ..  بالنِّـيابةْ .
النون





حرف الياء
أبحـرَ الحرفُ ، يُنادي ،
أين وجهَ المشرقِ .ِ؟
قافـزاً، يصرخُ في حرفِ نداءٍ ،
يا حروفي . . . يا صفوفي . . . اتفقي .
قال نوحٌ :
يا حـروفاً، فقَـدَتْ كلَّ معانيها ،
اغربي عني بعيـداً ،
واغـرَقي .
يا عراكاً ، واشتباكاً ،
يا حــروفَ القـلقِ .
أنت من غـير ندائي ،
وصدىً يحمل صـوتي ،
أبـداً لن تسبَقي .
فلقد كُنتِ غلافاً ، واعتسافاً ،
قفصاً ، في منطِقي .
وأنا فجرُ نـداءٍ ، شاعرٌ ،
طلَّ ، إلى ما بعـد مَرمَى الحَـدَقِ .
كبريائي..، عُنقٌ شامخةٌ ،
تلوى شعاعاً ،
ساطعاً ،في مَفرِقي .
زورقٌ ، من ذهبٍ ،
من غير مجدافٍ ،
مضى يحرثُ في الماء ،
خُـدُودَ الشفقِ .
فـرخُ بطٍّ ، عائمٍ ٍ،
حـدّق في عُمقِ ِصَفاءٍ ،
علَّـهُ . . . بعـضَ جُـزيئٍٍ يلتقي .
جئتكم رجـعة صـوتٍ ،
من سـكونِ الـبلدِ القاطنِ كهفاً ،
داخـلاً في نفقِ .
فاغتـلَى، من تحـتيَ ،المَـاءُ ،
احـتمى بعضي، بإبـريقٍ ٍ،
فسَـالَت زفـرتي ،في الورقِ .
ها أنا أدفعُ بالياءِ ، الذي ،
يقبعُ في القُـنِّ ، قروناً ،
مُفـرخاً ، فوق بيوض الزئبقِ .
ها أنا أصنـعُ، للحـرفِ جنـاحاً ،
سـبئياً ، يتعـالى ، خافـقاً ،
في ملكـوتِ الألـقِ .


خــــــاتـمة

آخـرُ العِـلمِ، رمـوزٌ،
شفرةٌ، ترسمُ أحلاماً ، بِسَقفِ النَّفَقِ 
آخـرُ الأشياءِ ميلادٌ لضَوءٍ ،
وبشيرٌ بدُخُول الغَسقِ 
آخـرُ الأنباءِ .. سيفٌ ذُو وُجُوهٍ ،
لُعْبَـة ٌ مِن وَرَقِ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق