الأحد، 14 أغسطس 2016

عودة الروح




عودة الروح



ترحلُ الذكرى، فأرنو للمدى،

يقتلني ، يبعدني عن وطني،شبراً ،فشبرا.

وأنا آمل أن ترجع لي يوماً،فأسلو،

فلقد ضاقت بيَ الأيام صبرا.

إنني أحيا ،وهذا العيشُ مردودٌ،

إذا لم يُبقِ في قلبيَ ذكرى.

ما الذي حرَّك أشجاني،

إلى من زفرات الشوق. تنداحُ ،

وهل في زمن الآلةِ من يقرأ شعرا؟.

عودة الروح إلى دندنة الوادي،

وأصوات الكناري،في حقول البُنّ فجرا.

وتباريح الهوى العذري،

وأشعار البوادي، ونقآء الريف،

والساحات خضراءٌ وصفرا.

وعيون الزهر كالأحداق،

في روض البراري،

وخرير الماء،سلسالاً ،وقَطرا.

إنها إبُّ التي مهما وصفناها،

يكون الوصف إخفاقاً ,وإقلالاً، وحصرا.

فعيون الشِّعر ًفيها،واقعٌ،

يسطعُ في أحداقها،

تبراً وياقوتاً، وسحرا.

ربّة الحسن الذي أودعه اللهُ،

وتاج اليمن الباذخ، والباسم ثغرا.


من كتاب رحيل في أبعاد الأبجدية..(الفاء)






الفـــــــــــــاء



صــورة:


1 - 



طافَ من فوقِ سماءٍ طائفُ ،


ينفثُ المشوار دربٌ ،


دار من أوّلـهِ ، ذيلٌ تمطَّى زاحفُ ،


ضاءهُ من خلفهِ، نَجْمٌ وحيدٌ .. راجفُ .


سابحٌ في ظلِّهِ ،


سيفٌ ينادي، ويلبِّيهِ سحابٌ ناشفُ ،


وسديمٌ خارجُ من قمرٍ ،


ساحَ وحيداً ،


دربهُ ليلٌ ، وأفْقٌ، نازفُ .


لم ينلْ في رحلةِ الإمساكِ قُوتاً ،


طعنةٌ غارتْ ، وجرحٌ جائفُ,


لولبٌ يُفلتُ من طيَّاتِهِ ،


يسحُبُهُ، صوتُ وليٍّ ،

ويناغيهِ, نـداءٌ هاتفُ .


رحلة ُالعُمرِ لهُ، في خطوةٍ ،


يرسمها في الغيبِ، سطرٌ واقفُ ،


هامة ُالتاريخِ، تهْوِي، 


و التحدِّي ،


قامة ٌ تركعُ … ذنبٌ خائفُ !!



ظــل:



2 - فوهةٌ خامدةٌ ، في رأس عطارٍ ،

بسوق السَّلفِ ،

جاء في دفٍّ عريضٍ ،

صوتُه أغوى إلى الرقص ،

فراغ الخلَفِ .

حَلْقة ،ٌ واعتزلتْ في رُكنهِ .

حول عمودٍ حجريٍ . صلِف.

عاكفٌ يقبع في الخلوةِ ،

يقتاتُ، بترغيبٍ، وترهيبٍ،

ويُومِي بيدِ المرتجفِ .

يلعقُ النصَّ، بأطرافِ لسانٍ ،

ويمطُّ الحرفَ، في المنتصفِ .

يبلعُ اللقمةَ، بالحيلةِ،

والشرعُ ، خبايا ،

وزوايا، الفطِنِ، المحترفِ .

فَعَلَى أيامهِ الرضوانُ … 

والخسرانُ .. للعـبدِ الذي، لا يقتفي ِ 

واقتفاء النَّقـْرَةِ الأولى، قمِينٌ بالمعالي ،

واقتناء الشَّرفِ .

لن تزِلَّ القدمُ اليُمنى ،

إذا سارتْ، كما أوصَى، رواة ُالصُّحفِ .

وإذا لم يبقَ، لا دينٌ، ولا دنيا ،

فيا نفسُ اشربي نَصّاً ،

ويا عينُ اذرفي .










من كتاب رحيل في أبعاد الأبجدية..(ق)



القاف


صــــورة

1-

منعوا القافَ ، بأن يمشي بخطٍ مستقيمٍ ،

دار قوساً ،

عادَ من حيث بدا ،

طوقٌ لقيدٍ ،

وجراحٌ تلتقي 

والتوَى، خوفاً على مفْصِلهِ ، كمَّاشة ً،

تقضمُ نصًّاً غارقاً ،

في الغسـقِ.

ويدورُالقمرُ الغارقُ ، في مخدعهِ ،

يضحكُ مشدوهاً، بحضنِ الأفقِ! .

كيف جاءَ الوَهْمُ، إنصافاً ،

و صار الجًوْرُ عدلاً ، ؟ يا طقوسَ المَلَقِ .

من يغطِّي ذلك النِّصفُ، الذي لا زال عُرياناً ،

ولو بالخِرَقِ 

نَضِبَتْ قارورة ُالصَّبر ،

وفاقتْ أعينُ الأطفال ،

في أقدامِ ثديٍ، مُطفاءٍ ،

جائحة الشكوى، بدتْ سوأتُهَا ،

بعـد سقوط ِالورقِ 

2-

قـُبَّةٌٌ مقلوبةٌٌ ، 

في قعرها، آياتُ قرآنٍ كريمٍ ،

جعلوها دكَّـة ً ، 

ثمّ اعتلـوها ،

طبقاً، عن طبقِ .

قِبلة ٌ، تفتحُ بابَ الأفـْقِ، سدُّوها ،

وسدّوا منفذ الزحفِ … أغلقوا كل ثقوبِ ،

النَّفـس ِالغاضبِ ،

كي تَرْوِي ، تدوِّي، غُنّة ُالمختنقِ .

تتنامى، ساحة ُالأقواسِ ،

وجهي، صار قوساً ،

كل قوس ٍ ،جعلوا في إسمهِ، المحراب ،

صار القوسُ جسراً ،

غارساً، في فقراتِ العُنقِ 

حينَ ولـَّيتُ بوجهي ،نحو بيت الله،

صوب الجامع ِ،المرصوفِ ،

آيات، خُشوعٍٍ ، وهُنيهْات ِ، وئـامٍٍ ،

خرجَ القوْم ُ، شظايا ،

مـِزَقاً ، في ِمزَقِ ِ

نزلتْ مائدةُ الكـلِّ، . . .

ولكن قَسَمُوها … احتطبوها ،

زرعوا أقدامها ، أعمدةً للفِرَقِ 

قـُسِم المجلسُ ،أرباعاً ،

وسبعين فريقًا، تهبُ الشهرة والمالَ،

شيوخَ الطـُّرُقِ. 

ثم جاءت فرقٌ ، تترَى ،

وصارت تشحذ ُالأسنانْ ،

ماذا قالت الأسنانُ ، في المشْطِ ،

وقد صارت نتوآتٍ وأنيابٍ ، .. ؟

تخلـَّتْ . . . لم تَقلْ شيئاً ،

وضاعتْ، في ظـلامِ النَّـفَق ِ

ولقد قالت أخيراً : يا أولي الألبابِ ، . .

ضُمُوا . . . سربلوا ،

والرمز ُيكفي، لافتراقِ الطُّرقِ 

طَمَسوا كلَّ بريقٍ ٍ،

في عيون ِالفطرةِ الصافيةِ الأولى ،

وخطُّـُّوا وطنَ الفتنةِ ، جُرحاً ،

بجبين ِالألقِ ِ

ما تبقىَّ ، حركاتٌ ، وطقوسٌ،

وقباقيبٌ ، وياليت خُطاها ،



هرْولت في نَسَقِ ِ

عاصفة النشور


عاصفة النشور




يا صاحبَ الخُلق ِالقويم ِ. . . تحيةً .

جاهِدْ . . . ولكن لاشروط .

أصابعُ التاريخِ ، تُؤمِي نحوَ بُقعَتِكَ الّتِي ،

نَسِيَتكَ واتَّسَعتْ .

رَسَمْتكَ دائرةً ، وخمسةُ أسْهُمٍ،

جعلتكَ أنبوبَ اختبار .

مسافةٌ ، ما بينَ رِجْلِكَ . . . والطريقْ ،

وخُطوةٌ ، ما بين َحاضِركَ المُسَمَّى ،

والحريق ،

الناسُ والطلقاتُ . . . أمرٌ هينٌّ ،

والموتُ ، أمرٌ هيِّنٌ ،

راجِعْ ، حِسابكَ مرَّة ًأخرى ،

جاهدْ ,وفتِّشْ عن صديق .

الصدقُ ، والقِيَمُ العظيمةُ والسِّلاحُ ،

وغاَبةُ الأقلامْ . . .

تَصُوغُ ، بعضَ نتائج ِالتاريخ .

أنتَ الغريبُ هُنا !

لأمرٍ جئتَ في زمنٍ تلاشَى .

عُدتَ في ثوب ِالغريق .

قد كُنتَ مغتبطاً ، بقلبٍ ، يلفظُ المعنَى ،

ولا يعطيهِ تفسيراً .

الثعلبُ - الإنسان ،العنكبوتُ - الوحش ،

الجملةُ – الأفعَـى ،

هي الشَبَحُ ، الذي تخشاهُ ، بالمعنى الدقيق .

من أنتَ ؟

طُعمٌ،أنتَ ، يطرَحُكَ القوىُّ،

شريحةً لمناهجِ الحاسُوب،والإعلام،

صوتُكَ ، صارَ ينسِجهُ أهازيجاً ، وإرهاباً ،

ويدفعُ بالرُّعُونةِ ، خُفيةً ، لِمنابعِ الأغراء .

يُفهرِسُ ، وجهَك الموْ تُور ، يبدأُ، بالحواشِي ،

والخلاصةُ قادمة .

هُم يزرعوكَ ....ويحصدوكَ !

دسُّوا أصابعهم على وتر ِالطُمُوحِ ، 

ليسلبوكَ ، ويسحقوكَ ، ويُطفئوا أنوارِ عِزّكَ ،

يعَزِفوا .. لحنَ السُّقوط ، 

فاحذرْ عواطِفهم ، 

فبعضُ عواطفِ العُقلاءِ ، مضْـَيَعَـةٌٌ، 

ولرُبَّ ، فَتوَى, في الهواء ِ، 

تكونُ مُثْقلةً, مكبّلةً ، بتُقيَةِ حاكمٍ ، 

تغدُو أضـرُّ ؛ من السُّكوت.

النصر يأتي من دم الأصرار, 

لايأتي بقربانٍ من البُسَطاء. 

أمّاالسلامُ....، فليس في جوفِ الحريق.

هناكَ عاصفةٌ ، تسبِّحُ للنُّشُور ، 

لكوكبِ العدلِ ، البعيد.

إركبْ على صَهَواتِها، واقطع ْجُذورَ الأنفصام ،

ومُـدّ ، جِسرَ الإتصال مع الجديد . 

والاحتفالُ غـداً يكونُ ، 

غـداً ، تعودُ قوافلُ الزمن ِالغـريق .



1 / 2 / 1994

جـَّنةُ القرآن


جـَّنةُ القرآن




من رنينِ الجُملةِ الأولى .

وبسم الله ِ،

عُدنا نقرأُ القرآَن .

نتلُو سُورة َالأحزاب ،

نسكنُ ، في ظلالِ الآيةِ الكبرى ،

ونهربُ ، من جحيمِ المنطقِ المحمُومِ .

الدليلُ الآنَ مفقودٌ ،

وتيارُ المعاني يكتُم الأنفاس .

عُدْ إلى جُملتك الأولى . . . تعلّم .

إنها الذاتُ التي تنهضُ فيكَ الآنْ .

قوَّةُ الصَّمتِ التي تخزِنها ،

تَغْدو جحيماً ، 

بعد أعوام التعِّري والسياسة .

سببٌ يدفعكَ الآنَ إلى تصديرِ آيِ اللهِ ،

في شكل ِعُبُّواتٍ ،

لكي تجتثَّ طاغوتَ المعاني ،

وضجيجَ الآلةِ الرَّعْناء.

يملِكونَ اليومَ ، الآفاً من الأسبابِ ،

والغايةُ ، لاتَكمُن ، إلاَّ في يَمِينِك .

لن تسيرَ الأرضُ في خطِّ التوازن .

فالتَحِقْ بالدورةِ العُظمى ،

وصَاحِبْ دَورةَ الأفلاك .

وأسكُن جَّنةُ القرآن .


1994م

أنــا أفـهمْ ..



أنــا أفـهمْ ..


أنـني لا أصنعُ الخُــبزَ . . ولكن أتكلَّمْ .

أنَّ هــذا الغضبَ السائلَ، مهما زادَ . . أبكمْ .

أنـني أدخلُ مضغوطـاً ،

من البابِ المُسمَّى، أضعفَ الإيـمانِ ،

أبـغي مَخْــرجاً ،من ثُقبِ أشــعاري ،

إلى الضــوءِ المحــرَّمْ .

أنـني أصعـدُ ،أولَى درجٍ ،

إن صـحّ أن َّالشَـبحَ، الواقفَ قُـدّاميَ، سُـلّم .

أن قَـوْلي، بعـد قولِ السَّـلَفِ، الحافظِ ،

إســنادٌ أحاديٌّ ، ولَغوٌ، يتحطـَّـم .

أن صَـوْتي، حَلْقـةٌ، وسْـط َفَـلاةِ ،

الجــدلِ المسـنونِ ،والمندوبِ ..

تصحيفٌ أتى بالمذهبِ العاشرِ ،

إمَّا ، بِـدعـةٌ ،كُـبرى ،

وإمَّـا ، لسـتُ أفهم .

وإذا قلتُ ، بـأني، أبْتَـغِي تركـيزَ أهدافي ،

وأَنِّي ، لسـتُ أخشَى، مـوتَ إيـماني ،

أنـا أخشى حيــاةً ،

غـرقتْ ، في القُــلَّةِ الأولى ،

لقـالـوا ، إنـَّـهُ التـأويـل ! !

أنـا لا أعــرفُ ُ ماذا قـالتِ الأعـراب . . .

كـلما أعـرفُ ، أَنيِّ قـمَّةُ الأشــياءِ ،

أَني آخــرُ الأنبــاء ِ،

في أُضحــوكةِ التــاريخ ،

أنِّي أتعــلَّمْ 

أَنَّ ذاتي ، في فَـِـم الحاضِر لُغــزٌ ،

أنَّ ، للحاضــرِ شـرطٌ ، يتحــكَّمْ .

أَنَّ ،للقــادمِ، وجـهاً آخـراً 

أكــثرُ ترغيباً ، وترهيباً ،

وهــذا ، ما أرى، 



والله ُأعــلمْ 




15/5/89