حصن حبّ
فوق هــــام الأخشبَـــيْنِ انتــــصبتْ
قـــامةُ الحـصن المنيــع الشـاهــــقِ
طوطـمٌ يشمخ في أعــــلى العـــــُلى
فوق متن المعـصــــرات الدافــــــقِ
ينثـني هيـــكـهُ مرتفعــــــــــــــــــــا
مثــــل موجٍ صاعـــد في الأفـــــــقِ
جــــُــرمُه من درجـــاتٍ صَعـَـــــدت
سُلّمــــــا، نحـــو المعـــــالي ترتقيِ
حيـْدُهُ صخـــــرٌ بــديــعٌ نــــاصــــعٌ
مُشِـقـــــتْ أحـــرفُــهُ بــالبَــــــــــلقِ
حارسٌ فوق شمـــــاريخ الــــــذُّرى
عينــــهُ ترصــــــدُ مـــــوج الأزرقِ
يتسامى باذخــــاً فـــوق القـــــــُرى
بحقــــــول، طبقــــاً عــــن طبـــــقِ
يا لسربـــالٍ خضـــيرٍ قــد كـسَـــــى
جسمَــه بعــــــد هطـــول الـــــودقِ
غيمـــةٌ شفــافـــــةٌ مــن حـــــــولِهِ
يحتبيهـــــــا كالفَـــــراءِ الـــــدَّ بــقِ
وشعـــاع الشـــــمس في قـمَّتـــــــهِ
لم يــــزل في قـيضِـــــهِ المحتــــرقِ
ونسور الجــوِّ في أحـــــــداقـــــــــه
قد بنـَـــتْ منــزلهـــــا المـــؤتـــــلقِ
تحتــــــه فــــــيض عيــونٍ دفـــقـتْ
صـوبَ غُـــــــدرانٍ أبتْ أن تلتــــقي
وجنـــــــان ٍفُــصِّــــــلت رُقـعتهــــــا
مثــــل أوراق الكثــيب المُغـــــــد قِ
تاج بعـــدان العـــوالي يا سنــــــــام
البــلد الأجمـــــل فـــوق المشــــرق
يــــــــا لمجـــــــدٍغـــــابرٍ سطَّـــــرهُ
كم هــــوى في سفحه من أخـــــرقِ
فجـيــــــــوش الطغــتكين انكــسرت
تحت بــاب الحصن حيــن الغســــقِ
كسفاً تهوي عــــــلى هــــامـاتهــــم
جعلتـــــــهمْ مِـــزَقـــاً في مِـــــــزقِ
ينحـني التــــاريـــــخ إجـــلالا لــــه
فهــــو رمــــز الكبريــاء الأعــــرقِ
وهو عرش الجنة الخضراء في إبِّ
التي مثلَهـا حاضـــرةً لم تُخْـــــــلقِ.
3/1/2011/ عبد الكريم الشويطر-صنعــاء

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق